متلازمة كريست | Crest syndrome

متلازمة كريست

ما هو متلازمة كريست

تُغيّر الأقنعة ملامح وجوهنا، وتخفي تعابيرها، مما يجعل التواصل أمراً صعباً. ويمكن لبعض الأمراض أن تخفيَ ملامحنا، مثل حروق الوجه وبعض الأمراض النادرة التي تسبب تصلباً في الجلد، فلا يتمكّن المصاب من الابتسام، أو التعبير عن الدّهشة والغضب، فيتحول الوجه إلى ما يشبه القناع.

متلازمة كريست هي واحدة من تلك الأمراض النادرة التي يتصلّب فيها الجلد، ويفقد مرونته. سنتعرّف في مقالنا هذا على متلازمة كريست وأهم أعراضها وطرق العلاج.

ما هي متلازمة كريست، وماهي أعراضها؟

تُعرّف متلازمة كريست بتصلّب الجلد المحدود، وتتميز بحدوث التغيرات في الجلد والأوعية الدموية والعضلات الهيكلية، والأعضاء الداخلية. وتعتبر متلازمة كريست أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث تتسبب المناعة المضطربة بإنتاج الكولاجين بشكلٍ فائضٍ، يتراكم على شكل أشرطةٍ وألياف في الجلد، وحول الأوعية الدموية، وحول الأعضاء الداخلية، مما يسبب قساوةً مفرطةً فيها، واضطراباً في وظيفتها. وتتميز متلازمة كريست عن تصلّب الجلد بأنها تصيب الجهاز الهضمي بالإضافة لإصابتها للجلد، كما يمكن أن تصيب الرئتين، والقلب، والكليتين في حالات نادرة.

يرتبط هذا المرض بالوراثة، ويصيب النساء أكثر من الرجال، كما ينتشر عند أفراد العِرق الأسود أكثر من الأبيض. كما أنّ التّعرض للسموم يحرّض حدوثها في حال وجود استعداد عائلي للإصابة.

تسمى متلازمة كريست بهذا الاسم نسبةً للأحرف الأولى من الأمراض التي ترتبط بها وتسبب أهم مظاهرها، وهي:

  • (C) ترسبات الكالسيوم في النسيج.
  • (R) ظاهرة رينود، وفيها يصبح جلد اليدين والقدمين أبيضاً أو مزرقّاً نتيجة التعرض للبرد أو القلق، وتحدث نتيجة وجود تليّفٍ حول الأوعية الدموية مما يسبب تضيّقاً فيها.
  • (E) ضعف حركة المريء، وهو الأنبوب العضل الذي يصل بين البلعوم والمعدة، مما يسبب صعوبةً في البلع واضطراباتٍ هضمية.
  • (S) تصلّب الجلد، فتبدو الأصابع سميكةً وقاسيةً؛ وذلك بسبب وجود زيادةٍ في الكولاجين داخل طبقات الجلد، ويصيب تصلّب الجلد الأطراف، وبخاصةٍ تحت الكوع والركبة، كما يمكن أن تصيب الوجه والرقبة.
  • (T) توسّع الشعريات: حيث تظهر الأوعية الدموية المتورّمة على شكل بقعٍ حمراءَ صغيرةٍ على اليدين والوجه.

تترافق متلازمة كريست بمجموعة من الأعراض ومنها:

  • الأعراض الهضمية: صعوبة البلع، أو الحرقة، أو الإسهال، أو الإمساك، أو النفخة، أو سوء التغذية.
  • الأعراض الجلدية: مثل التقرّحات حول الأصابع والتي يمكن أن تتطوّر للغرغرينا.
  • الأعراض القلبية: والتنفسية مثل اضطراب في نظم القلب.
  • الأعراض الكلوية: مثل الإصابة بحصيّات في الكلية، أو ارتفاع التوتر الشرياني، أو قصور الكلية.
  • المشاكل السنيّة: حيث أن ارتجاع الحمض من المعدة يمكن أن يسبب تآكلاً في ميناء الأسنان وتخرّباً فيها، كما يمكن لقساوة جلد الوجه أن تجعل من تنظيف الأسنان والحفاظ على الصحة الفموية أمراً صعباً.
  • جفاف العينين.

يعتبر تشخيص متلازمة كريست أمراً صعباً، حيث تتشابه الأعراض بشكلٍ كبيرٍ مع العديد من أمراض المناعة الذاتية، وقد يترافق المرضانُ سوياً، فمن الشائع الإصابة بمتلازمة كريست بالتزامن مع الإصابة بالتهاب العضلات، أو الذئبة، أو التهاب المفاصل.

يعتمد التشخيص عادةً على الأعراض النمطية (وجود التكلسات، وظاهرة رينود، واضطرابات المريء، وتصلُّب الجلد، وتوسع الشعيرات)، ويكفي وجود اثنين من الأعراض المذكورة لوضع التشخيص.
يحتاج الطبيب لمجموعةٍ من الفحوصات المخبرية والشعاعية ليتمكن من وضع التشخيص الدقيق والعلاج، ومنها:

  • التحاليل الدموية المخبرية: مثل تحليل عيار أضداد النوى ANA.
  • خزعة الجلد: بالرغم من فائدة الخزعات، إلا أنها لا تكفي وحدها لتأكيد التشخيص.
  • اختبارات تقييم حركة المريء.
  • اختبارات إضافية لتحديد إصابة الرئة، والقلب، والجهاز الهضمي.
  • صور شعاعية لتأكيد وجود التكلّسات.

لسوء الحظ، لا يوجد حتى اليوم علاج شافٍ لمتلازمة كريست، وتركز معظم العلاجات المتوافرة على تخفيف الأعراض، ويتم تحديد العلاج بناءً على حالة المريض وحدّة الأعراض.

  • علاج التكلسات: يوجد مجموعة واسعة من العلاجات الدوائية، ويمكن أن تكون الجراحة خياراً متاحاً لإزالة التكلسات وبخاصةٍ عندما تسبب إعاقةً في الحركة، وقد يكون بتر الأصابع ضرورياً في حال الإصابة بالغرغرينا.
  • علاج ظاهرة رينو: يجب تجنب العوامل المحرّضة مثل التدخين، أو استخدام بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا، واستخدام المعدات الاهتزازية، والتعرض للبرد، والمحافظة على الجسم دافئاً ما أمكن ذلك. ويمكن لبعض الأدوية مثل حاصرات قنوات الكالسيوم، أو النتروجليسرين الموضعي أن يحسّن الحالة.
  • عسر الهضم المريئي: يمكن لحمية غذائية جيدة أن تحسّن الأعراض، وتشمل تجنّب الأطعمة التي تُحْدِث أو تزيد من عسر الهضم، كما يمكن أن يكون العلاج الدوائي فعالاً. في الحالات الشديدة، ويمكن للجراحة أن تساعد في تخفيف الأعراض وبخاصةٍ في حالات تضيّق المريء الشديد.
  • تصلُّب الجلد: نادراً ما يكون تصلُّب الجلد شديداً بحيث يستدعي العلاج، لكن في الحالات الشديدة يمكن للعلاج الدوائي بالكورتيزون، أو الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية، أو د-بنسيلامين، أو الأدوية المثبطة للمناعة أن يكون مفيداً.
  • توسُّع الأوعية الدموية: يعتبر العلاج تجميلياً بالدرجة الأولى، ويمكن للعلاج الهرموني أن يكون مفيداً، كما يمكن للعلاج بالليزر أن يخفف من التوسعات ويحسن الحالة.

ماهي التدابير الإضافية للعناية بمريض متلازمة كريست؟

من الشائع إصابة مرضى متلازمة كريست بالاكتئاب، أو القلق، أو الاضطرابات النفسية، لذا يعتبر العلاج النفسي الداعم والباكر هاماً في الكثير من الحالات.
هناك مجموعة من التدابير الإضافية التي ينبغي الانتباه لها:

  • العلاج الفيزيائي وممارسة الحركات البسيطة بشكل متكرر هاماً للحفاظ على مرونة الأصابع وعضلات الوجه. وفي الحالات الشديدة، يمكن اللجوء لاستعمال أجهزة مساعدةٍ خاصةٍ للقيامِ بالحركات اليومية.
  • تجنّب التعرض للبرد، وارتداء القفازات، والجوارب الحرارية، والأحذية الملائمة، والحرص على ارتداء ملابس دافئة مناسبة. وقد يكون ارتداء عدّة طبقاتٍ أمراً مفيداً لتحقيق عزلٍ حراري مناسب.
  • الإقلاع عن التدخين؛ لأن النيكوتين يضيّق الأوعية الدموية، مما يسبب تفاقماً في ظاهرة رينو.
  • تجنّب الأطعمة القاسية والصلبة، ومضغ الطعام جيداً عند وجود صعوباتٍ في البلع.
  • تناول وجباتٍ صغيرةٍ ومتكررةٍ، وتجنّب الأطعمة الحارّة، والدهون، والشوكولاتة، والكافيين، والكحول.
  • تجنّب ممارسة التمارين الرياضية قبل أو بعد تناول الطعام مباشرةً، لأن ذلك يفاقم من أعراض الحرقة.
  • استخدام الكريمات المرطِّبة للجلد بشكلٍ دائمٍ.
  • الحفاظ على رطوبة الجو في المنزل لتخفيف الأعراض الجلدية والتنفسيّة.

https://rarediseases.info.nih.gov/diseases/12430/crest-syndrome
https://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/crest-syndrome https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/crest-syndrome/symptoms-causes/syc-20355535 https://stanfordhealthcare.org/medical-conditions/bones-joints-and-muscles/scleroderma/types.html
https://www.orpha.net/consor/cgi-bin/OC_Exp.php?Expert=90290

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالأمراض الجلدية

سؤال من ذكر سنة

في الأمراض الجلدية

هل الأكزيما عرض من أعراض الروماتويد؟ وماهي هي الأمراض الجلدية المرتبطة بالروماتويد؟

ليس بالضرورة ان تكون الأكزما مرتبطة بالرماتويد هنالك بعض الأمراض الجلدة لها مضاعفات على العظام والمفاصل مثل الصدفية وبعضها يرافق الروماتويد مثل مرض الفراشة وغيرها

سؤال من ذكر سنة 28

في الأمراض الجلدية

لماذا ينشأ مرض الصدفية؟?

ينشأ مرض الصدفية عندما تستبدل خلايا الجلد بسرعة أكبر ولا يوجد أسباب واضحة لذلك، ولكن إن معظم الأبحاث العلمية تشير إلى وجود مشكلة ما في جهاز المناعة. 

في الوضع الطبيعي ينتج الجسم خلايا الجلد في أعمق طبقة، ومن ثم تتحرك هذه الخلايا للأعلى إلى السطح الخارجي لتموت وتتقشر، تحتاج هذه العملية بشكل كامل ما بين 3-4 أسابيع. ولكن يتغير هذا المعدل الزمني عند مريض الصدفية حيث تستغرق تلك العملية عندهم ما بين 3-7 أيام فقط، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الخلايا غير الناضجة على سطح الجلد، مسبباً ظهور بقع حمراء ذات قشور فضية.

كما ينشأ مرض الصدفية بسبب وجود بعض الجينات المرتبطة بظهورها عند بعض العائلات، فهناك مجموعة جينات تجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بها أكثر من غيرهم، ومع ذلك ليس بالضرورة في حال انتقال هذه الجينات من جيل لآخر يعني أن الشخص سيصاب حتماً، فقد يصاب الأجداد والأحفاد دون إصابة الآباء. 

كما يوجد العديد من المحفزات التي تزيد من شدة أعراض مرض الصدفية، أهمها ما يلي:

للمزيد:

سؤال من ذكر سنة

في الأمراض الجلدية

ما المقصود بالحزاز الضيائي أو الحزاز الضوئي وماهي طرق العلاج أو الأدوية المناسبة ؟

يعتمد العلاج على الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) التي تعيق وتثبط، بدورها، ردة الفعل المناعية الزائدة عن الحاجة والتي تسبب المرض، وبذلك تخفف من اعراض المرض وتسرع من الشفاء. يتم اعطاء الستيرويدات بواسطة اقراص عن طريق الفم، استخدام موضعي للمرهم او حقن موضعي الى داخل التقرحات. هذا العلاج لا يمكن ان يستمر لفترة طويلة، لان له اثارا جانبية عديدة. علاجات اخرى ثبتت انها فعالة، هي: الريتيناليات الشكل (Retinoids): وهي مشتقات مختلفة من فيتامين (A) يمكن ان تعطى بصورة منتظمة على شكل اقراص او مرهم موضعي. هذا الدواء قد يسبب ضررا للاجنة، ولذا فمن المحظور استخدامه للنساء الحوامل.

سؤال من ذكر سنة

في الأمراض الجلدية

ماهي اعراض داء الحصبة او مايسمى في الجزائر بوحمرون

أعراض الحصبة أو بوحمرون تشمل

  • ارتفاع درجة حرارة الطفل المصاب بالحصبة لمدة ثلاثة أيام.
  • زكام شديد وسعال جاف.
  • بقع بيضاء داخل الفم تظهر في اليوم الثالث تقريباً، مقابل الخدين تشبه ذرات الملح تدعى بقعة كوبليك.
  • في اليومين الرابع والخامس يظهر طفح جلدي أحمر اللون يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه، ثم الجذع، وأخيرا يغطي سائر الجسد.
  • بعد أربعة أيام أخرى تأخذ الحرارة بالهبوط ويتبع ذلك تكوين قشرة على الجلد شبيهة بالنخالة.
  • يبدأ الطفح الجلدي بالتلاشي في اليوم السادس من بداية المرض، ويتماثل الطفل للشفاء بعد مرور أسبوع.

المصادر والمراجع

Understanding the causes of measles-MNT

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بالأمراض الجلدية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالأمراض الجلدية