يعد مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s Disease) أو الرعاش أحد أمراض اضطرابات النظام الحركي في جسم الإنسان. ويحدث المرض بسبب تلف الخلايا الدماغية المنتجة للناقل العصبي الدوبامين، وهو من أكثر الاضطرابات العصبية انتشاراً، ويتميز بظهور 3 أعراض وهي: 

  • تيبس وصلابة الأطراف.
  • بطء الحركة أو انعدامها لاحقاً.
  • رجفة في الأطراف.

لا يوجد حالياً أي علاجات قادرة على إبطاء أو وقف مرض الباركنسون بشكل كامل، وإنما تعالج أعراض كل مريض على حدة. ومع هذا، فقد ظهرت عدة دراسات مؤخراً قدمت عدة خيارات يمكن أن تساعد في علاج مرض باركنسون أو حتى الاستفادة من علاج باركنسون بالطب البديل.

علاج باركنسون بالنوم

وجدت دراسة أجريت مؤخراً أن النوم قد يحسن من الوظائف الحركية للأشخاص المصابين بمرض باركنسون. وقد قام الباحثون بسؤال 243 مريض مصاب بالباركنسون حول الأعراض الحركية وغير الحركية التي يعانون منها، كما قاموا بتقييم أعراض الاكتئاب، وجودة الحياة التي يعيشونها.

ووفقاً للدراسة، فقد استفاد 47% من المرضى من النوم، وأظهروا تحسناً واضحاً في أعراض مرض باركنسون بعد نوم الليل، على الرغم من أنهم ناموا دون أخذ أدويتهم. ولكن لم توضح الدراسة كيف ساعد النوم في تحسين الوظائف الحركية لدى هؤلاء المرضى.

وكان 98 مريض من المرضى المشاركون في الدراسة يحصلون على قيلولة أثناء النهار بشكل معتاد. ومن بين هؤلاء، لم يلحظ 64% منهم أي فائدة من القيلولة، وأظهر 20% منهم تحسناً في أعراض الباركنسون بعد نوم الليل فقط وليس القيلولة.

 كما أظهر 13% من المرضى وجود تحسن في الأعراض بعد أخذ القيلولة، وأظهر 20% من الذين يأخذون قيلولة أثناء النهار وجود تحسن في الأعراض بعد الحصول على كل من قيلولة النهار ونوم الليل.

وقال الباحثون إن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لتقييم فائدة النوم في علاج شلل الرعاش. [1]

علاج باركنسون بغرسة دماغية 

تمكن العلماء من اختراع غرسة ذكية جديدة تستمع لإشارات الدماغ، وهي يمكن أن تساعد في علاج الصرع، وغيره من الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون.

وتستخدم هذه الغرسة تقنية التحفيز العصبي، الذي يتضمن استخدام أجهزة خاصة ترسل نبضات كهربائية للتحكم في نشاط الدماغ والجهاز العصبي المركزي. ويستخدم الأطباء هذه التقنية  في بعض الأحيان لتحسين أعراض مرض باركنسون.

ومع ذلك، لا تزال أجهزة التنبيه العصبية المتوفرة حالياً لعلاج الحالات العصبية غير قادرة على تحفيز نشاط الدماغ وتسجيله في نفس الوقت. وفي ضوء ذلك، قام أخصائيون من جامعة كاليفورنيا بتطوير جهاز تحفيز عصبي جديد ومتطور لتحقيق ذلك. ومن الممكن أن يسمح الجهاز الجديد بتحسين علاج الباركنسون، والصرع، وأمراض أخرى.

وقد أطلق فريق البحث على هذا الجهاز اسم WAND، والذي يقصد به جهاز التحفيز العصبي اللاسلكي الخالي من المواد الصناعية (بالإنجليزية: Wireless Artifact-free Neuromodulation Device). ويحتوي الجهاز على وحدتي تحكم صغيرتين، تتحكم كل منهما بـ 64 إلكترود في الدماغ.

ويمكن لهذا الجهاز مراقبة النشاط الكهربائي في الدماغ، وتعلم كيفية تحديد الإشارات غير الطبيعية التي تشير إلى وجود نوبة أو هزات. حيث يمكن للجهاز بعد ذلك المساعدة على تعديل الإشارات الكهربائية في الدماغ لمنع حدوث مثل هذه الأعراض.

وعلى عكس الأجهزة الحالية المشابهة التي لا يمكنها تسجيل النشاط الكهربائي إلا من ثماني نقاط فقط في الدماغ، يمكن لجهاز WAND تتبع النشاط من 128 قناة مختلفة.

وعلى عكس الأجهزة العصبية الأخرى، تتميز أجهزة WAND بتصميم فريد من نوعه ودارات مدمجة مخصصة قادرة على تسجيل الإشارات الكهربائية الدقيقة التي يرسلها الدماغ، في الوقت الذي تقوم به أيضاً بإرسال نبضات أقوى لتصحيح الإشارات الخاطئة. [2]

للمزيد: معلومات مثيرة عن التحفيز العميق للدماغ

يقوم العقل البشري بالتفكير والفهم والإحساس، ولكن كيف يفكر العقل البشري؟

علاج باركنسون بالوخز بالابر

أظهرت دراسة أجريت مؤخراً ان المرضى المصابين بمرض الباركنسون قد يستفيدون من علاج باركنسون بالطب البديل مثل العلاج بالوخز بالإبر (بالإنجليزية: Acupuncture) خاصة على منطقة الوخز GB34.

وقام الباحثون باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لفحص هذا الرابط. 

ووجد الباحثون أن التحفيز بالوخز ارتبط بزيادة الاستجابات العصبية في المناطق التي عادةً ما تضعف فيها الاستجابة بسبب مرض الباركنسون بما في ذلك المادة السوداء، والمذنبة، والمهاد.

وقال الباحثون أنه على الرغم من أن نتائج هذه الدراسة تدعم فرضية أن التحفيز بالوخز بالإبر على المنطقة GB34 يعدل من حالة الراحة في المناطق المرتبطة بمرض الباركنسون، إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد فائدة الوخز بالإبر في علاج شلل الرعاش. [3]

اقرأ أيضاً: مرض باركنسون.. خيارات علاجية

علاج باركنسون بالخلايا الجذعية

في محاولة هي الأولى من نوعها، قام مجموعة من العلماء في علاج باركنسون بالخلايا الجذعية الخاصة بأحد الأشخاص المصابين، وقد كانت نتيجة رائعة أشار إليها الأطباء أنه بعد عامين من تلقي العلاج التجريبي، لم تظهر على المريض أي آثار جانبية ضارة، بل إن حالته المرضية استقرت أو تحسنت إلى حد ما.

وعلى الرغم من أن التحسن كان متواضعاً، إلا أن وضع المريض قبل هذا العلاج كان يتدهور بسرعة، وبعد بدء العلاج توقف عن التدهور.

وتقوم هذه الطريقة على فرضية أن الخلايا الجذعية يمكن أن تكون بمثابة مصدر لخلايا الدماغ الجديدة المنتجة للدوبامين. والخلايا الجذعية (بالإنجليزية: Stem Cells) هي خلايا بدائية لديها القدرة على التمايز إلى مختلف أنواع خلايا الجسم.

وفي حالة هذا المريض، أنشأ الباحثون ما يسمى بالخلايا الجذعية المحفزة متعددة القدرات، أو iPSCs، حيث قاموا بأخذ خلايا من جلد المريض وأعادوا برمجتها لتصبح خلايا iPSCs، التي تشبه الخلايا الجذعية الجنينية ذات القدرة الأكبر على التمايز وتوليد أنسجة الجسم المختلفة.

ومن ثم تمت زراعة هذه الخلايا الجذعية المحفزة متعددة القدرات (iPSCs) جراحياً في دماغ المريض لتسيطر على خصائص العصبونات (الخلايا العصبية) المنتجة للدوبامين، ونظراً لأن هذه الخلايا البديلة مستمدة من جسم المريض نفسه، كان الأمل لدى فريق الأطباء أن يتحملها جهاز المناعة لديه دون الحاجة إلى إعطاءه أدوية لتثبيط الاستجابة المناعية، وهذا ما حدث فعلاً، حيث أنه بعد عامين أظهرت اختبارات التصوير أن الخلايا المزروعة لا تزال حية وتعمل.

وأما عن جودة حياة الرجل فقد تحسنت بالفعل؛ حيث تحسنت خطواته في المشي، وقد قام ببعض الأنشطة التي كان قد تخلى عنها في السابق، مثل السباحة وركوب الدراجات.

وعلى الرغم من هذا النجاح، فإن المسؤول العلمي الأول لمؤسسة باركنسون السيد جيمس بيك كتب بعض الملاحظات حول هذا العلاج وهي:

  • أنه سيكون من الصعب توسيع تطبيق هذا العلاج وإتاحته على نطاق واسع، على الأقل في الوقت الحاضر.
  • أن فوائده للمرضى غير واضحة؛ حيث أشار جيمس بيك إلى موضوع التوقيت، فقد قام المريض الذي تم تجربة العلاج عليه والبالغ من العمر 69 عاماً، بالإبلاغ عن تحسنات سريعة في جودة الحياة بشكل فوري بعد الجراحة، وهو إطار زمني قصير جدًا بحيث لا يفترض أن يكون للخلايا المزروعة آثار بعد، وهو ما قد يعكس مفهوم تأثير الدواء الوهمي (بالإنجليزية: Placebo Effect)
  • أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن العلاج يمكن أن يبطئ تقدم مرض باركنسون، فهو يعتقد أن هذا التحسن كان تصوراً من المريض، نظراً لأن أعراض مرض باركنسون تخضع بالفعل لتأثير الدواء الوهمي.
  • أن استبدال الخلايا المنتجة للدوبامين قد لا يكون رصاصة سحرية، حيث أن الأدوية الحالية المستخدمة لعلاج مرض باركنسون والتي تعمل على الدوبامين تساعد على تحسين مشاكل الحركة، ولكن لا تعمل على نطاق الأعراض غير الحركية.

وهناك سؤال آخر تم طرحه وهو ما إذا كانت الخلايا المزروعة ستستمر بالعمل أم ستتوقف عن العمل في نهاية المطاف؟ وهو احتمال وارد في حال كانت العملية الفيزيولوجية التي تسببت في مرض باركنسون في المقام الأول لا تزال موجودة. [4,5]

اقرأ أيضاً: علامات وأعراض داء باركنسون (الرعاش)

اقرا ايضاً :

 الصرع بين الميثالوجيا و الطب  -2

علاج باركنسون بالأدوية المضادة للملاريا

تقول دراسة جديدة نشرت في المجلة الاكاديمية الوطنية للعلوم أن عقارين يستخدمان لعلاج الملاريا قد أظهرا نتائج واعدة في علاج الباركنسون.

وقد ركز الباحثون عند دراسة هذه الأدوية على دور مستقبلات تدعى (Nurr1)، وهي بروتينات موجودة في الدماغ يعتقد أنها تحمي خلايا الدوبامين. حيث أشارت دراسات سابقة إلى إحتمالية أن تكون مستقبلات (Nurr1) علاجاً محتملاً لمرض الباركنسون ولكنها لم تعثر على جزيء يمكنه الربط على هذه المستقبلات.

وقد قام فريق البحث بفحص حوالي 1000 من الأدوية التي تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء لمعالجة الأمراض المختلفة، ووجدوا أن اثنين من الأدوية المضادة للملاريا وهما: الكلوروكوين، والأمودياكوين يعززان التأثيرات الواقية لمستقبلات (Nurr1).

وعندما تم اختبار العقارين في فئران يعانون من أعراض تشبه أعراض الباركنسون، ظهر لديهم تحسن في التحكم بالحركة، ولم تظهر علامات خلل الحركة، والتي هي من الآثار الجانبية التي ترتبط عادة بأدوية الباركنسون الحالية.

وقد استنتج الباحثون أن دراستهم تقدم دليلاً على مبدأ أن الجزيئات الصغيرة التي تستهدف مستقبلات (Nurr1) يمكن استخدامها لحماية الدماغ من تقدم مرض الباركنسون. [6]

اقرأ أيضاً:  اعتبارات غذائية لمرضى الباركنسون

رقص الباليه لعلاج باركنسون

أشارت دراسة أن رقص الباليه قد يساعد المصابين بمرض باركنسون على التخلص من أعراضه .

وقد ضمت الدراسة 24 مصاباً بمرض الباركنسون، ممن شاركوا في حصص تعلم رقص الباليه. وبعد 12 أسبوعاً، أوضح المشاركون أن وضعهم قد تحسن، وأنهم استعادوا الثقة بأنفسهم، بالإضافة إلى تحسن واضح في الوعي الجسدي لديهم. [7]