البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics)، هي بكتيريا وخمائر حية، توجد في الأطعمة وبعض المكملات الغذائية، وتعد آمنة؛ إذ تشبه بكتيريا الأمعاء النافعة، كما لها مجموعة واسعة من الفوائد العلاجية لأمراض الجهاز الهضمي؛ لأنها تعمل على دعم واستعادة توازن البكتيريا الطبيعية في الجسم.

استخدمت البروبيوتيك في العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي مثل أمراض التهاب الأمعاء، والإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية، والقولون العصبي

سنتطرق في هذا المقال إلى معرفة فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي، وما الدور الذي تقوم به البروبيوتيك للتخفيف من أعراض هذه الحالة المرضية، وكيف ذلك، إلى جانب معرفة الآثار الجانبية لاستخدام البروبيوتيك وبعض النصائح عند الاستعمال، فلنتابع معاً!

فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي

القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome)، هو مرض مزمن، يتميز بألم في البطن أو شعور بعدم الراحة، وكذلك الانتفاخ، والغازات، والإمساك أو الإسهال (أو الاثنين معاً).

يعتمد العلاج الطبي للقولون العصبي، بشكل شائع، على استهداف الأعراض السائدة التي يعاني منها المريض، كما لا يميل العلاج الدوائي، ولا التغيير بالنظام الغذائي إلى القضاء تماماً على الأعراض، وبالتالي فإن الأساليب البديلة لتحسين الأعراض، يعد المصابون بحاجة ماسة إليها، وهنا تأتي فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي

تمتلئ أمعائك الغليظة بآلاف السلالات من البكتيريا، والتي يشار إليها غالباً باسم فلورا الأمعاء (بالإنجليزية: Gut flora)، ومن المعروف أن وجود توازن ملائم في بكتيريا الأمعاء، يساعد جسمك على العمل على النحو الأمثل، والحفاظ على صحته، وتساهم اختلالات فلورا الأمعاء في ظهور أعراض القولون العصبي، فتعمل البروبيوتيك في استعادة هذا التوازن؛ إذ أن وجود فلورا الأمعاء المتوازنة يساعدك في التحكم بالأعراض. 

في مراجعة أجرتها الجمعية البريطانية للتغذية (بالإنجليزية: British Dietetic Association)، قيمت 29 دراسة التحسن العام بالأعراض، وأظهرت 14 منها نتيجة إيجابية لـ 10 أنواع مختلفة من البروبيوتيك، ولكن ليست جميع البروبيوتيك متشابهة، إذ يغطي مصطلح "بروبيوتيك" العديد من السلالات، والأنواع المختلفة من البكتيريا والخمائر، وتختلف آثارها الصحية حسب نوعها، كما أظهرت عدد من الدراسات، أن بعض أنواع البروبيوتيك يكون لديها القدرة على استهداف أعراض محددة من أعراض القولون العصبي مثل البروبيوتيك من عائلات بيفيدوباكتيريوم (بالإنجليزية: Bifidobacterium) واللاكتوباسيلس (بالإنجليزية: Lactobacillus).

فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي والتخفيف من آلام البطن والانتفاخ

يعد ألم البطن أحد الأعراض الرئيسية لمتلازمة القولون العصبي، والذي غالباً ما يوجد بكامل البطن أو أسفله، ويهدأ الألم بعد حركة للأمعاء، وأثبتت الدراسات ارتباط 7 أنواع من البروبيوتيك بتحسن أعراض آلام البطن، كما يمكن أن يؤدي إنتاج الكثير من الغازات، وزيادة حساسية الأمعاء إلى حدوث انتفاخ غير مريح لدى مرضى القولون العصبي، ولقد عثر على سلالة لاكتوباسيلس بلانتاروم (بالإنجليزية: Lactobacillus plantarum) للحد من كل من انتفاخ البطن والغازات. 

فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي وعلاج الإسهال

يعاني ما يقرب من 15% من الأشخاص المصابين بمرض القولون العصبي من نوع القولون العصبي المصاحب بإسهال (بالإنجليزية: Diarrhea predominant irritable bowel syndrome)، إلا أن هناك الكثير من الأبحاث حول البروبيوتيك للإسهال المرتبط بالعدوى، ولا يُعرف الكثير عن تأثيرات البروبيوتيك على الأنواع غير المعدية كالتي في حالة القولون العصبي، ومع ذلك وجد أن لـدى بروبيوتيك باسيلس كواجيولانس (بالإنجليزية:Bacillus coagulans)، بالإضافة إلى بعض المستحضرات متعددة السلالات، تأثير إيجابي، ولكن هناك حاجة لمزيد من الدراسات. 

فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي وعلاج الإمساك

إن الشكل الأكثر شيوعاً لمرض القولون العصبي هو النوع الذي يصاحبه الإمساك (بالإنجليزية: Constipation-predominant irritable bowel syndrome)، ويؤثر على ما يقرب من نصف المصابين بالمرض، ولقد أظهرت بكتيريا باسيلس لاكتس (بالإنجليزية: Bacillus lactis)، وبعض البروبيوتيك متعدد السلالات، تأثيرات إيجابية؛ إذ يمكنها زيادة وتيرة حركة الأمعاء، وتخفيف الأعراض المصاحبة، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. 

آلية عمل البروبيوتيك في تحسين أعراض القولون العصبي

للاستفادة من فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي، من الضروري معرفة آلية عمله، حيث يساعد تناول مكملات البروبيوتيك في علاج أعراض القولون العصبي وتحسينها من خلال:

  • تحسين أعراض القولون العصبي بشكل عام.
  • تقليل آلام البطن.
  • تقليل الانتفاخ، والغازات عن طريق موازنة الفلورا المعوية.
  • استعادة وتيرة حركة الأمعاء إلى حالتها الطبيعية.
  • تقليل حساسية القناة الهضمية لتراكم الغازات.
  • تثبيط نمو البكتيريا المسببة للأمراض.
  • تعزيز الوظائف الوقائية للجهاز المناعي.
  • المساعدة على مكافحة الالتهاب.
  • إبطاء حركة الأمعاء.
  • الحد من زيادة نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة (بالإنجليزية: Small Intestinal Bacterial Overgrowth(SIBO)).
  • تقليل الألم عن طريق التأثير على المستقبلات العصبية الموجودة في بطانة الأمعاء.
  • تقوية بطانة الأمعاء وتقليل نفاذيتها (تسرب الأمعاء (بالإنجليزية: Leaky gut)).

الآثار الجانبية لاستخدام البروبيوتيك لعلاج القولون العصبي

يشتكي بعض الأشخاص أحياناً من غازات، وانتفاخ مؤقتين في الأسابيع القليلة الأولى من الاستخدام، كما قد تسبب البروبيوتيك أعراضاً أو آثاراً جانبية لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية أخرى أو حساسية غذائية، ومع ذلك فإن معظم الأشخاص لا يعانون من أي آثار جانبية خطيرة إثر تناوله.

تحتوي بعض مكملات البروبيوتيك على مكونات يمكن أن تزيد الأعراض سوءاً، وتشمل: الشوفان، والإينولين، واللاكتوز، والفركتوز، والسوربيتول، لذلك إذا حفزت أي من هذه المكملات الأعراض الخاصة بك، فابحث عن بروبيوتيك لا يحتوي عليها، كما أن بعض الأشخاص المصابين بمرض القولون العصبي يجدون أن الأطعمة التي خضعت للتخمير تجعل أعراضهم أسوأ؛ لذلك إذا كنت ترغب في محاولة إضافة الأطعمة المخمرة إلى نظامك الغذائي، فابدأ بكميات صغيرة وانظر كيف يمكنك تحملها.

وكما هو الحال مع أي منتج بدون وصفة طبية، تحدث إلى طبيبك قبل تجربة مكملات البروبيوتيك أو إضافة الأطعمة المخمرة إلى نظامك الغذائي، وإذا كنت تعاني من حالات صحية معينة، أو حساسية من الطعام، أو ضعف في جهاز المناعة، فقد لا يوصي طبيبك بالبروبيوتيك.

اقرا ايضاً :

آلام البطن: أسبابها وعلاجها

بعض النصائح لاختيار البروبيوتيك المناسب

أشارت الدراسات إلى أن سلالات معينة من البروبيوتيك قد تؤثر على أعراض القولون العصبي لدى بعض الأشخاص، كما لا يعرف الباحثون أي السلالات هي الأكثر فائدة للقولون العصبي، لذلك غالباً ما تجمع مكملات البروبيوتيك بين أكثر من واحدة؛ إذ قد تحتوي هذه المنتجات أيضاً على الألياف والبريبايوتكس، ولاختيار البروبيوتيك المناسب، إليك النصائح التالية:

  • اختر بروبيوتيك قائم على الأدلة: اختر بروبيوتيك يحتوي على أبحاث تدعمه.
  • اختر بروبيوتيك وفقاً لأعراضك: اختر السلالات التي تناسب مشاكلك.
  • خذ الجرعة الصحيحة: استخدم الجرعة الموصى بها من قبل الشركة المصنعة.
  • التزم بنوع واحد: جرب نوعاً واحداً لمدة أربعة أسابيع على الأقل، وراقب الأعراض.
  • اختر منتجاً يحتوي على سلالات حية من البكتيريا.
  • تأكد من مراجعة اقتراحات الشركة المصنعة للتخزين: تحتاج بعض البروبيوتيك إلى التبريد، بينما يمكن حفظ البعض الآخر في مكان معتدل الحرارة وجاف.

من خلال أخذ الوقت الكافي لاختيار البروبيوتيك الذي يناسب احتياجاتك، قد تجد أنها علاج تكميلي فعال لأعراض القولون العصبي لديك، حتى إذا لم تشهد تحسناً كبيراً، فإن البروبيوتيك لا تزال تقدم فوائد صحية كبيرة أخرى، ويمكن أن تكون مكوناً قيماً لنمط حياة صحي.

كانت اعاني من جرثومة المعدة وتم العلاج ولكن الاعراض لسه عندي بحس بضيق في التنفس وتعب شديد واحيانا احس اني هيغمى عليا فما الحل؟