تعد الغدة الدرقية إحدى غدد الجسم المهمة، فهي مسؤولة عن العديد من العمليات الحيوية في الجسم. يذكر هذا المقال معلومات مهمة حول الغدة الدرقية، بما في ذلك وظائفها والأمراض التي يمكن أن تصيبها.

ما هي الغدة الدرقية؟

إن الغدة الدرقية هي غدة صغيرة الحجم تتواجد في أسفل العنق من الأمام، فوق عظم الترقوة مباشرة. تشبه الغدة الدرقية الفراشة، حيث أن لها فصين، وهما الفص الأيمن والفص الأيسر واللذان يقعان على جانبي القصبة الهوائية. [1،2]

تعد الغدة الدرقية جزء من جهاز الغدد الصماء في الجسم، وهي مسؤولة عن التوازن بين عمل أجهزة الجسم المختلفة، حيث تقوم بإنتاج هرمونين رئيسيين وهما هرمون الثيروكسين وهرمون ثلاثي اليودوثيرونين اللذان يقومان بالعديد من الوظائف في الجسم، كما أنها تقوم بإفراز هرمون آخر يسمى بالكالسيتونين. [1-3]

يتم تنظيم عمل الغدة الدرقية وإنتاجها للهرمونات من خلال الغدة النخامية في الدماغ، إذ تستجيب الغدة الدرقية لهرمون الغدة النخامية المعروف بالهرمون المنبه للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Stimulating Hormone) لتعديل إفراز هرموناتها في الدم سواء بزيادة إنتاجها أو التقليل منه. [3]

ما هي وظيفة الغدة الدرقية؟

تؤثر الغدة الدرقية على العديد من العمليات الحيوية ولها دور في تنظيم عمل العديد من أعضاء الجسم. وبشكل عام، عندما ترتبط هرمونات الغدة الدرقية بمستقبلاتها المتواجدة داخل النواة، فإن ذلك سيعمل على تنشيط العديد من الجينات والتي تؤدي في النهاية إلى زيادة معدل الأيض وتوليد الحرارة. [3]

ويمكن أن تشمل وظائف الغدة الدرقية في الجسم أيضًا على ما يلي: [2،3]

  • زيادة معدل الأيض الأساسي وزيادة عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم ليعمل في حالة الراحة.
  • تنظيم عملية حرق السعرات الحرارية في الجسم.
  • تنشيط عملية تحطيم الكربوهيدرات.
  • زيادة عملية بناء وصنع البروتينات داخل الجسم.
  • زيادة عملية بناء أو تحطيم الدهون داخل الجسم، وذلك بناء على حالة التمثيل الغذائي لدى الفرد.
  • التحكم في درجة حرارة الجسم والحفاظ على بقائها ضمن المستويات الطبيعية.
  • الحفاظ على معدل ضربات القلب الطبيعي.
  • تنظيم عمل الجهاز التنفسي ومستويات الأكسجين في الدم.
  • دعم النمو الطبيعي للجسم، وخاصة الجهاز العصبي لدى الأطفال.
  • دعم صحة العظام ونموها بشكل جيد والحفاظ على مستويات الكالسيوم في الدم.

كما يمكن أن تشمل وظائف الغدة الدرقية على تنظيم عملية الإباضة والحيض، بالإضافة إلى تأثيرها على الخصوبة لدى الفرد. [3]

للمزيد: الغدة الدرقية والجنس

أمراض الغدة الدرقية

يمكن أن تتأثر وظائف الغدة الدرقية عند إصابتها ببعض الأمراض أو المشكلات الصحية. ومن الممكن أن تحدث اضطرابات الغدة الدرقية نتيجة وجود خلل أو اضطراب في الغدة النخامية في الدماغ، وفي حالات أخرى يحدث نتيجة لوجود اضطراب في الغدة الدرقية نفسها. [2،3]

وتشمل الاضطرابات التي يمكن أن تصيب الغدة الدرقية على ما يلي:

  • فرط نشاط الغدة الدرقية

في هذه الحالة تقوم الغدة الدرقية بإنتاج كميات زائدة من هرمونات الدرقية، وهي حالة شائع لدى النساء أكثر من الرجال. ويعد داء غريف السبب الأكثر شيوعًا لفرط نشاط الدرقية، حيث يعاني ما يقارب 70% من المرضى المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية من داء غريفز. [1،2]

وفي حالات أخرى، ومع التقدم في السن، تتشكل عقيدات في الغدة الدرقية، ويمكن لبعض هذه العقيدات أن تستجيب لهرمون الغدة النخامية في الدماغ التي تنظم عمل الغدة الدرقية، وتؤدي هذه الإستجابة إلى إنتاج العقيدات لهرمونات الغدة الدرقية، مما يزيد من مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الجسم، وتسمى هذه الحالة بالدراق العقيدي السمي أو الدراق متعدد العقيدات. [2،4]

  • قصور الغدة الدرقية

إن قصور الغدة الدرقية هي حالة مرضية معاكسة لفرط نشاط الغدة الدرقية يحدث فيها نقص في إنتاج هرمونات الدرقية. ويحدث قصور الدرقية عادة نتيجة الإصابة بداء هاشيموتو، أو بعد جراحة استئصال الغدد جارات الدرقية، إذ قد تتعرض الغدة الدرقية للإصابة خلال الجراحة، أو نتيجة للتعرض للعلاج الإشعاعي في الرأس أو الرقبة الذي بدوره يؤثر على الغدة الدرقية ويتلف خلاياها، مما يقلل من إنتاج هرمونات الغدة الدرقية. [1،2]

  • تضخم الغدة الدرقية

يحدث تضخم الغدة الدرقية أو تورمها نتيجة للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية، كما يمكن في بعض الحالات أن لا تتأثر وظائف الغدة الدرقية في حال تورمها وازدياد حجمها. [2،4]

يعد نقص اليود الذي تستخدمه الغدة الدرقية في إنتاج هرموناتها أحد أهم أسباب تضخم الغدة الدرقية، ومن الأسباب الأخرى لتضخم الغدة الدرقية مرض هاشيموتو، ومرض جريفز. [2]

  • عقيدات الغدة الدرقية

عقيدات الغدة الدرقية هي أنسجة تنمو في الغدة الدرقية لتكون عقيدات صلبة أو أكياس مملوءة بالسوائل، وتعد عقيدات الغدة الدرقية شائعة جدًا لدى كبار السن. [4،5]

وعلى الرغم من أن عقيدات الدرقية تنشأ نتيجة لوجود مشكلة في أنسجة الغدة الدرقية إلا أنها نادرًا ما تؤثر على وظائف الغدة الدرقية، لذا عادة ما تكون وظائف الغدة الدرقية طبيعية لدى الأشخاص الذين يعانون من عقيدات الدرقية. [5]

كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن عقيدات الدرقية لا تعد سرطانية في أغلب الأحيان، ولا تعني بالضرورة الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. [2،4]

  • التهاب الغدة الدرقية

يحدث التهاب الغدة الدرقية غالبًا نتيجة لمجموعة من الاضطرابات التي تؤدي إلى مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية والتسبب بالتهابها. ومن أنواع الالتهاب التي يمكن أن تصيب الغدة الدرقية التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو، والذي يعد سببًا للإصابة بقصور الغدة الدرقية. [1،6]

يمكن أن يتسبب الحمل والولادة لدى بعض النساء بالإصابة بالتهاب الغدة الدرقية بعد الولادة، ويتسبب هذا الالتهاب بحدوث نشاط مؤقت للغدة الدرقية يليه كسل مؤقت للغدة الدرقية. كما يمكن لتناول بعض أنواع الأدوية أن يسبب التهاب الغدة الدرقية ومن هذه الأدوية الأميودارون، والإنترفيرون، وفي حالات قليلة قد تكون العدوى الفيروسية أو البكتيرية خلف الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية. [6]

  • سرطان الغدة الدرقية

يحدث سرطان الغدة الدرقية نتيجة لتحول خلايا الغدة الدرقية إلى خلايا سرطانية سريعة الانقسام ولا تموت مثل الخلايا الطبيعية، مما يؤدي إلى تشكل ورم. [1،7]

لا يزال سبب الإصابة بسرطان الغدة الدرقية غير معروف، ولكن يمكن للعديد من العوامل أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، ومن هذه العوامل التعرض للعلاج الإشعاعي في الرأس أو الرقبة، والتعرض لمصادر الأشعة أثناء الطفولة، ووجود تاريخ شخصي من الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، ووجود تاريخ عائلي من الإصابة باضطرابات أو سرطان الغدة الدرقية. [1]

اقرأ أيضًا: أورام الغدة الدرقية 

أعراض الغدة الدرقية

تختلف أعراض الغدة الدرقية وفقاً لاضطراب الغدة الدرقية الذي يعاني منه المريض، ويمكن أن تشمل الأعراض على ما يلي: [1-4]

  • أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية: العصبية، وسرعة تقلب المزاج، وسرعة ضربات القلب، وكثرة التعرق، والقلق، والأرق، والجلد الرقيق، وهشاشة الأظافر والشعر، وفقدان الوزن، وعدم تحمل الحرارة، وجحوظ العينين خاصة لدى المصابين بداء جريفز.
  • أعراض خمول الغدة الدرقية: كثرة الشعور بالتعب، وجفاف الجلد، وزيادة الحساسية لدرجات الحرارة المنخفضة، والإمساك، وزيادة الوزن، وبطء ضربات القلب، وكثرة النعاس والنوم، والاكتئاب.
  • أعراض تضخم الغدة الدرقية: التورم في مقدمة العنق، والشعور بضيق في منطقة الحلق، وبحة أو خشونة الصوت، ومواجهة صعوبة في البلع أو التنفس.
  • أعراض عقيدات الدرقية: وجود كتلة أو تورم في الرقبة، ومواجهة صعوبة أو ألم عند البلع، وصعوبة التنفس، وبحة أو خشونة الصوت.
  • أعراض التهاب الغدة الدرقية: تعتمد أعراض الغدة الدرقية الملتهبة على تأثير الالتهاب على الغدة الدرقية، فإذا تسبب الالتهاب بتدمير سريع لخلايا الغدة الدرقية فقد يعاني المريض من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، أما إذا تسبب الالتهاب المزمن بتدمير خلايا الغدة الدرقية ببطئ فقد يعاني المريض من أعراض قصور الغدة الدرقية.  
  • أعراض سرطان الغدة الدرقية: لا يسبب سرطان الغدة الدرقية أعراضًا في المراحل المبكرة، ولكن مع تقدم الحالة يمكن أن يعاني المريض من وجود كتلة في الرقبة، وقد تنمو هذه الكتلة بسرعة في بعض الأحيان، بالإضافة إلى تورم الرقبة، وألم مقدمة الرقبة، والبحة أو خشونة الصوت، وصعوبة البلع، وصعوبة التنفس، والسعال المستمر.

تشخيص الغدة الدرقية

يساعد الفحص السريري للرقبة، وإجراء الفحوصات التالية في تشخيص اضطراب الغدة الدرقية الذي يعاني منه المريض: [2،4]

  • تحليل مستوى الهرمون المنبه للدرقية.
  • تحليل مستويات هرمون T4 وهرمون T3.
  • تحليل الأجسام المضادة للغدة الدرقية.
  • تصوير الرقبة بالموجات الفوق صوتية أو التصوير المقطعي المحوسب.
  • فحص امتصاص الغدة الدرقية لليود المشع.
  • أخذ خزعة من الغدة الدرقية.

علاج الغدة الدرقية

يعتمد علاج الغدة الدرقية أيضًا على نوع الاضطراب الذي يعاني منه المريض، ويمكن أن تشمل طرق العلاج على ما يلي: [1-4]

  • العلاج بالهرمونات البديلة في حالات قصور الغدة الدرقية.
  • استخدام الأدوية المضادة لنشاط الدرقية لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، مثل دواء الميثيمازول (بالإنجليزية: Methimazole).
  • العلاج باليود المشع في حالات زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو عقيدات الغدة الدرقية، أو سرطان الغدة الدرقية.
  • استئصال الغدة الدرقية أو جزء منها في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، وسرطان الغدة الدرقية، وعقيدات الغدة الدرقية.
  • العلاج الكيميائي والإشعاعي في حالات سرطان الغدة الدرقية.

للمزيد: هل يؤثر نشاط أو خمول الغدة الدرقية على الحمل؟

كيف ترتفع درجة حرارة الجسم عن الحد الطبيعي؟

نهاية، تتعدد وظائف الغدة الدرقية فهي تعمل على تنظيم مختلف العمليات الحيوية في الجسم، وأهمها عمليات الأيض وتوليد الحرارة. لكن، من الممكن أن تتأثر وظيفة الغدة الدرقية عند إصابتها بأي اضطراب أو مشكلة صحيحة، وهذا ما يمكن أن ينعكس سلبًا على مختلف أعضاء وأجهزة الجسم، ولذلك لا بد من علاج اضرابات الغدة الدرقية منعًا لتطور المضاعفات لدى المريض.