إلى جانب الانقطاع عن تناول الطعام والشراب لمدة تتراوح ما بين 11 - 18 ساعة خلال شهر رمضان، يمكن أن تتسبب التغييرات في النظام الغذائي وعادات النوم والاستيقاظ لتتناسب خلال هذا الشهر الكريم بالتأثير على صحة مرضى القلب والأوعية الدموية، ومن الممكن أن يكون هذا التأثير إما إيجابيًا أو سلبيًا. [1]

وفي المقال التالي سنناقش كل ما يخص الصيام ومرضى القلب، بما في ذلك أثر الصيام على مرضى القلب وبعض النصائح التي يمكن أن ينُصح بها عند صيام مرضى القلب خلال شهر رمضان المبارك.

صوم مرضى القلب في شهر رمضان

يعتمد تأثير الصيام على مرضى القلب على أي من أنواع أمراض القلب أصيب فيه الفرد. وبشكل عام، من الممكن أن يصوم مرضى القلب خلال شهر رمضان المبارك في حال كان وضعهم الصحي مستقرًا، فغالبًا لن يؤثر الصيام في هذه الحالة على صحة المريض أو يتسبب بأضرار وخيمة لديه، خصوصًا في حال الالتزام بالنظام الغذائي الصحي وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب. [1][2]

وفيما يأتي نذكر توضيحًا لتأثير الصيام على بعض أنواع أمراض القلب: [1][2]

  • لا يسبب الصوم تفاقم أعراض أمراض القلب الحادة، مثل: احتشاء عضلة القلب، أو الذبحة الصدرية، أو متلازمة الشريان التاجي، كما أن الصوم لا يزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض.
  • يمكن لمرضى قصور القلب صيام شهر رمضان في حال التزامهم بالعلاجات الموصوفة لهم، باستثناء المرضى الذين يحتاجون إلى جرعات كبيرة من مدرات البول، فإنه ينصح لهم بعدم الصيام، خصوصًا في حال أتى شهر رمضان خلال فصل الصيف.
  • يمكن لمرضى ارتفاع ضغط الدم الخفيف والمسيطر عليه صيام شهر رمضان بأمان دون أي مشاكل، ودون أن يسبب الصيام زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

لكن يمكن أن تتضمن الحالات التي تجعل من الصيام ممنوعًا لمرضى القلب ما يأتي: [3]

  • المراحل المتقدمة من فشل القلب أو وجود قصور شديد في وظائف القلب. 
  • ارتفاع ضغط الدم الرئوي الشديد.
  • ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم به.
  • التعرض مؤخرًا للإصابة بمتلازمة الشريان التاجي الحادة أو احتشاء عضلة القلب وخلال فترة أقل من 6 أسابيع.
  • أمراض الصمامات الشديدة.
  • حالات عدم انتظام ضربات القلب غير المتحكم بها أو وجود خطر مرتفع للإصابة بعدم انتظام ضربات القلب المهدد للحياة.

ولهذا لا بد دائمًا من استشارة الطبيب حول صيام مريض القلب، فذلك يعتمد على وضع المريض الصحي ومدى شدة الحالة لديه. [3]

أدوية مرضى القلب في رمضان

يمكن أن تتضمن المضاعفات المحتملة لتناول أدوية القلب في رمضان ما يأتي: [1][3]

  • عدم التحكم بالحالة الصحية لدى المريض بسبب عدم التزامه بتناول الأدوية في الوقت المحدد لها.
  • زيادة خطر الإصابة بالجفاف، أو اضطراب الكهارل، أو انخفاض ضغط الدم.
  • زيادة خطر الإصابة بتضرر الكلى الحاد، وهو أمر يمكن أن يحدث نتيجة الإصابة بالجفاف، كما يمكن أن يرتبط باستخدام دواء الديجوكسين (بالإنجليزية: Digoxin).

ولهذا يجب على مريض القلب استشارة طبيبه قبل 1 - 2 شهر من بدء شهر رمضان المبارك وذلك للبحث في إمكانية صيامه وإجراء التعديلات اللازمة على الأدوية الموصوفة له لتتناسب مع صيامه وتقليل خطر حدوث المضاعفات لديه. [1][2]

فعلى سبيل المثال، يمكن أن يقوم الطبيب بتغيير الأدوية التي تُعطى ثلاث مرات يوميًا إلى تركيبات أخرى تستخدم مرة واحدة يوميًا وتحتوي على تقنية الإطلاق المستديم للدواء (بالإنجليزية: Sustained Release). [1]

أيضًا، يمكن أن يقوم الطبيب بتعديل جرعة دواء القلب في رمضان، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يقوم الطبيب بتعديل جرعة الأدوية المدرة للبول، خصوصًا الأدوية التابعة لمجموعة مدرات البول العروية (بالإنجليزية: Loop diuretics)، وذلك للتقليل من خطر حدوث الجفاف واضطراب توازن الكهارل. [1]

وفي بعض الحالات يمكن أن يقوم الطبيب بإيقاف استخدام مدرات البول لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم واستبدالها بأدوية أخرى، خصوصًا عند الصيام في أيام الصيف الحارة. [1][2]

اقرأ أيضًا: الأدوية في رمضان: دليلك الشامل

فوائد الصيام لمرضى القلب

بدلًا من أن يؤثر سلبًا على صحة مرضى القلب، يمكن أن يكون الصيام مفيدًا لهؤلاء المرضى. ومن الممكن أن تتضمن فوائد الصيام لمرضى القلب ما يأتي: [1][4]

  • تقليل خطر الإصابة بفشل القلب.
  • خفض ضغط الدم والتحكم به.
  • خفض مستوى الكوليسترول الضار وزيادة مستويات الكوليسترول النافع، وهذا ما سيساهم بانخفاض خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية.
  • المساهمة في تخفيف الوزن لمرضى القلب، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على صحة القلب ووظائفه.

اقرا ايضاً :

إستراتيجية لمكافحة العطش في رمضان

أضرار الصيام على مرضى القلب 

من الممكن أن يتسبب صيام مرضى القلب أحيانًا بزيادة تفاقم الأعراض لديهم وزيادة خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، خصوصًا في حال كان الطقس حارًا. [5]

وتتضمن الأضرار المحتمل حدوثها عند صيام مريض القلب ما يأتي: [5]

  • فقدان السوائل والأملاح، مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم ونقص الكهارل في الجسم.
  • يمكن أن يتسبب فقدان السوائل الشديد بزيادة خطر حدوث النوبة القلبية وفشل القلب لدى المريض.
  • زيادة الأعراض لدى المرضى الذين يعانون من ألم الصدر وضيق التنفس.
  • استهلاك الكثير من الطعام في وجبتي الإفطار والسحور لمرضى القلب يمكن أن يؤدي إلى تسارع في معدل نبضات القلب أثناء الصيام أو بعد الإفطار.
  • تسبب الوجبات الدسمة بزيادة احتمالية حدوث تخثر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية.

نصائح لمرضى القلب في رمضان

يمكن أن يساهم تغيير النظام الغذائي في رمضان إلى السيطرة على أمراض القلب ومنع حدوث المضاعفات لدى مرضى القلب. وفيما يأتي نذكر بعض النصائح الغذائية التي يمكن أن يتبعها مرضى القلب في رمضان للحفاظ على صحتهم: [6][7]

  • تناول الطعام باعتدال وتجنب الإفراط في وجبتي الإفطار والسحور.
  • تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن وقليلة السعرات الحرارية، مثل: الخضار والفواكه.
  • زيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، مثل: الخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة.
  • تناول الحبوب الكاملة التي تلعب دورًا هامًا في تنظيم ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب.
  • تناول اللحوم الخالية من الدهون.
  • تجنب الأطعمة المصنعة والمعالجة، مثل: رقائق البطاطس، أو الكعك، أو المثلجات.
  • تجنب تناول الدهون غير الصحية، مثل: الزبدة، والسمن، والوجبات السريعة.
  • تناول البروتين من مصادر قليلة الدسم، مثل: منتجات الألبان قليلة الدسم، وصدور الدجاج منزوعة الجلد، والحليب خالي الدسم.
  • تناول الأسماك كبديل عن اللحوم الحمراء، خاصة أسماك السلمون، والماكريل، والرنجة، فهي غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تساهم في خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم.
  • إضافة بذور الكتان، والجوز، وفول الصويا، وزيت الكانولا إلى السلطات، فهي غنية أيضًا بأحماض أوميغا 3 الدهنية المفيدة لصحة القلب.
  • تناول البقوليات، فهي مصدر جيد للبروتين، ولا تحتوي على الكوليسترول، كما أنها غنية بالألياف الغذائية.
  • التقليل من تناول الأطعمة المالحة.
  • زيادة شرب الماء بما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا، مع أهمية تجنب شرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة، والحرص على توزيعه على دفعات صغيرة بين ساعات الإفطار والسحور.
  • تجنب العصائر والسوائل الغنية بالسكر التي تؤدي إلى زيادة الوزن.
  • تناول التمر على الإفطار لأنه يساعد في ترطيب الجسم ويشجع الخلايا على تخزين السوائل والطاقة.

للمزيد: تغذية مرضى قصور القلب

هل الصيام يخفض من نسبة السكر التراكمي؟ فقد كان السكر التراكمي لدي آخر مرة قبل رمضان 8.1 وأخبرني الطبيب أنني يجب أن اخفض، فهل يمكن أن يساعدني الصيام على خفض السكر التراكمي

نصيحة الطبي

يجب دائمًا استشارة الطبيب حول إمكانية صيام مرضى القلب والتعديلات التي سيتم إجرائها على أدوية القلب خلال شهر رمضان. كما بإمكان مرضى القلب الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للإجابة عن أي استفسار حول صيام شهر رمضان والحصول على نصائح تساعدهم على الصيام بشكل آمن.