تتزايد الأدلة بأن الإصابة الشديدة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) قد تؤدي إلى زيادة خطر حوادث تجلط الدم.

وقد أجمع الخبراء على أنه من الأفضل إعطاء هؤلاء المرضى جرعات من الأدوية المضادة للتخثر، ولكن لم يجمعوا بعد على الجرعة المناسبة لهذه الأدوية.

وقد اقترح الدكتور بسام عطاالله من كلية ليرنر للطب التابعة لكليفلاند كلينيك في أوهايو وأخصائي العلاج الدوائي لأمراض القلب في كليفلاند كلينك أبوظبي، هو وخبراء آخرين دليلاً مخصصاً لاستخدام أدوية مضادات التخثر في الوقاية من تجلط الدم في المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، ويمكنك الإطلاع على هذا الدليل من المراجع.

وقد حاز اقتراحهم اهتمامًا دوليًا وإخبارياً.

وتم نشر المقال من قبل جامعة أكسفورد (Oxford University) نيابةً عن الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (European Society of Cardiology.) في مجلة القلب الأوروبية (European Heart Journal).

وفي لقاء مع الطبي، أجابنا الدكتور بسام عطاالله حول أهم الاستفسارات المتعلقة بهذا الموضوع.

ما سبب حدوث تجلط الدم في مرضى كورونا؟

أشار الدكتور بسام عطاالله حول سبب حدوث الجلطات في مرضى كورونا (بالإنجليزية: Corona) " إن حوادث تجلط الدم في مرضى فيروس كورونا في ازدياد، واقترحت دراسات المرضى من غرف العناية المركزة ودراسات تشريح جثث المرضى أن الجلطات قد تكون ناتجة عن أمراض الأوعية الدموية التي تنتج عن إصابات والتهابات في جدران هذه الأوعية، وهذه الالتهابات تنتج أثناء دخول الفيروس إلى الخلايا عبر مستقبلات ACE الموجودة بكثرة على جدران الأوعية الدموية."

وأضاف "من النظريات الأُخرى التي قد تفسر حوادث تجلط الدم في مرضى فيروس كورونا الجديد تكوّن خثرات صغيرة تنتقل في الدم من موقع لآخر، وقد شوهدت هذه الخثرات في دراسات تشريح الجثث"

وقال أيضاً " هناك تفسير إضافي لحدوث تخثر الدم وهو ما يسمى ب"عاصفة السيتوكين" التي تحدث لدى بعض مرضى فيروس كورونا، وهي قد تؤدي إلى تنشيط الصفائح الدموية وتراكمها مكونةً الجلطات" اقرأ أيضاً: هل حقاً قد يهاجم جهاز المناعة جسم المصاب بفيروس كورونا الجديد ؟

أي من المرضى يمكن إعطائهم الأدوية المضادة للتخثر؟

أوضح الدكتور بسام عطاالله أنه" لا يجوز إعطاء الأدوية المضادة للتخثر لكل المرضى، فيجب أولاً أن يتم قياس خطر حدوث النزيف (وهو الأثر الجانبي الأساسي للأدوية المضادة للتخثر) لديهم، ويمكن استخدام أداة VTE Bleed لقياس ذلك"

وأضاف " البيانات التي لدينا حول حدوث الجلطات لدى مرضى كورونا تشير إلى أن هذه الأحداث ظهرت في الغالب من المرضى الموجودين في وحدات العناية المركزة، في حين أنها تشمل بعض المرضى الآخرين".

وقال "لذلك فالفائدة المرجوة من الأدوية المضادة للتخثر كانت أوضح في المرضى الموضوعين على أجهزة التنفس الصناعي"

وأوضح " ومع ذلك، فبعد التأكد من عدم وجود خطر للنزيف، يجب إعطاء جميع مرضى فيروس كورونا الذين يعانون من أعراض العدوى الجرعة الوقائية من الأدوية المضادة للتخثر (مثل الهيبارين (بالإنجليزية:Heparin) أو الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي (بالإنجليزية: Low Molecular Weight Heparin) مثل إنكسابارين (بالإنجليزية: Enoxaparin)).

كما قال الدكتور بسام "في العديد من المستشفيات في جميع أنحاء العالم، يتم إعطاء الأدوية المضادة للتخثر بشكل روتيني لجميع المرضى الداخليين للمستشفى. ومع ذلك، في بعض البلدان، بما في ذلك الصين، فإن هذه الممارسة ليست موجودة. لذلك، شملت بعض البيانات التي ظهرت من الصين نسبة من المرضى الذين لم يتلقوا الأدوية المضادة للتخثر بالجرعة الوقائية أبداً. وبالتالي من المهم وزن البيانات القادمة من الصين على حسب بروتوكولات العلاج لديهم"

متى يتم إعطاء الجرعة العلاجية المرتفعة من الأدوية المضادة للتخثر لمرضى فيروس كورونا؟

حول إعطاء الجرعة العلاجية من الأدوية المضادة للتخثر لمرضى كورونا، قال الدكتور بسام عطاالله " عندما يكون هناك شكوك سريرية عالية بأن المريض مصاب بالجلطات الدموية بالفعل، يمكن البدء بإعطاء الأدوية المضادة للتخثر بالجرعة العلاجية المرتفعة قبل التصوير وتأكيد الجلطة".

وأوضح"من علامات حدوث جلطة الاوردة العميقة (بالإنجليزية:Deep Vein Thrombosis) وجود ألم في جهة معينة من الجسم، أو وجود تورم أو انزعاج يظهر في الأطراف السفلية في جانب واحد من الجسم أو في الجانبين، ومن علامات حدوث الانسداد الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Embolism) وجود نقص في الأكسجة لا يتناسب مع درجة الالتهاب الرئوي الفيروسي".

وأضاف" مجدداً يجب التأكد من عوامل خطر حدوث النزيف والمؤشرات الحيوية (بالإنجليزية: Biomarkers) لدى المريض قبل إعطاء الجرعة العلاجية من الأدوية المضادة للتخثر".

ما الفحوصات الإضافية التي يمكن إجراؤها لمرضى كورونا قبل إعطاء الأدوية المضادة للتخثر؟

قال الدكتور بسام عطاالله "في المرضى الذين لا يعانون من أعراض حدوث الجلطة المشار إليها سابقاً، يمكن إجراء فحوصات المؤشرات الحيوية الالتهابية التي تشمل فحص D Dimer والبروتين التفاعلي C والفيبرينوجين (Fibrinogen) والفيريتين (Ferritin). وفي الوقت الحالي، تعد الاستجابة لارتفاع هذه المؤشرات الحيوية واستخدامها كدافع لإجراء المزيد من التصوير أو الاعتماد عليها في إعطاء الجرعة العلاجية من أدوية منع تخثر الدم ممارسة متطورة مع ظهور المزيد من البيانات حول هذا الوباء"

وفي الدليل الذي اقترحه الدكتور بسام عطاالله وزملائه، تم استخدام نتائج هذه الفحوصات لتحديد جرعة الأدوية المضادة للتخثر التي يجب استخدامها لكل مريض، وللإطلاع على هذا الدليل، يمكنك إيجاد الرابط له في المراجع.

هل يتم إعطاء الحامل المصابة بكورونا الأدوية المضادة للتخثر؟

أوضح الدكتور بسام عطاالله "تزيد الإصابة بكورونا ويزيد الحمل من خطر حدوث الجلطات. ومع ذلك، في هذا الوقت لا يوجد دليل للمضي قدما في إعطاء تلك المريضات الجرعة العلاجية من الأدوية المضادة للتخثر. يجب أن يقرر الطبيب المسؤول حول إعطاء هذه الأدوية لكل مريضة اعتماداً على الأعراض التي تعاني منها المريضة والتاريخ المرضي لديها"

هل يتابع المرضى أخذ الأدوية المضادة للتخثر بعد الخروج من المستشفى؟

حول استمرار المرضى على الأدوية المضادة للتخثر بعد الخروج من المستشفى، قال الدكتور بسام عطاالله "يمكن إعطاء الأدوية المضادة للتخثر الفموية بعد الخروج من المستشفى للمرضى الذين تم إعطاؤهم الجرعة العلاجية من الأدوية المضادة للتخثر في المستشفى، وللمرضى الذين ثبتت إصابتهم بجلطة الدم، والمرضى الذين هم في خطر الإصابة بتجلط الدم مثل المرضى المصابين بالسرطان أو المرضى غير القادرين على الحركة".

اقرأ أيضاً: هل وفيات فيروس كورونا هي بسبب حدوث النزيف أم الجلطات؟