إذا كنت ترتقي درجات السلم ثم انتابك شعور بضيق في الصدر، أو انتهيت للتو من تناول وجبة طعام كبيرة ولذيذة، وبدأت بالشعور بإحساس غريب جداً، وكأن شيئاً ما يضغط على فكك، أو كنت مستغرقاً في النوم في منتصف الليل ثم شعرت وكأن شيئاً يجثم فوق صدرك، فقد تكون مصاباً بذبحة صدرية أو نوبة قلبية.

نذكر في السطور التالية طرق علاج الذبحة الصدرية، وهل يوجد طرق لعلاج الذبحة الصدرية في المنزل وبالأعشاب؟ وما هي الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية؟

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

ما الفرق بين النوبة القلبية والذبحة الصدرية؟

تظهر النوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart Attack) والذبحة الصدرية (بالإنجليزية: Angina) نتيجة السبب الرئيسي نفسه، وهو أن عضلة القلب التي تضخ الدم إلى الجسم لا تحصل على الدم اللازم لها. [1]

لكن الفرق بين النوبة القلبية والذبحة الصدرية أن نقص الأكسجين في حالة النوبة القلبية يتسبب في موت أنسجة القلب، أما الذبحة الصدرية، فإنها ليست سوى عرض لحالة نقص تدفق الدم (التروية الدموية) في عضلة القلب. [1]

أنواع الذبحة الصدرية

يقسم الأطباء الذبحة الصدرية إلى عدة أنواع، هي: [1,2]

  1. الذبحة الصدرية غير المستقرة التي تظهر عند الراحة أو أداء الأنشطة الخفيفة، وتكون أشد من الذبحة المستقرة، وتستمر فترة أطول، بل تزداد حدة الأعراض مع الوقت، ولا تهدأ بالراحة والأدوية.
  2. الذبحة الصدرية المستقرة التي تظهر عند مزاولة الإنسان المصاب بها نشاطه. وتختفي مع الراحة، ونعد النوع الأكثر شيوعًا، وقد تكون مؤشرًا إلى احتمالية الإصابة بنوبات قلبية في المستقبل.
  3. مرض الأوعية الدموية الصغيرة، وهو نوع يستمر الألم خلاله أكثر من 10 دقائق وينتشر بين النساء أكثر من الرجال.
  4. ذبحة برينزميتال الأقل شيوعاً، وتظهر غالباً خلال النوم.

أسباب الذبحة الصدرية

من الأسباب المعروفة التي قد تؤدي للإصابة بالذبحة الصدرية ما يلي: [2,3]

  • التدخين.
  • الجلطات والخثرات الدموية.
  • داء السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • القلق والتوتر (الضغط النفسي).
  • السمنة.
  • إصابة أحد افراد العائلة بأمراض القلب.
  • الإصابة بمرض القلب التاجي.
  • التقدم في العمر (أكبر من 45 للرجال و55 للسيدات).

أعراض الذبحة الصدرية

من علامات الذبحة الصدرية وأعراضها ما يلي: [1,2,3]

  • ألم حاد في منطقة الصدر يوصف كالضغط أو الحمل الثقل.
  • ارتداد الألم الى العنق، والفك، واليد اليسرى، والظهر.
  • استمرار الألم حتى 15 دقيقة أو قد يستمر مدة أطول.
  • الغثيان، والتعب، وضيق التنفس، والقلق، والتعرق، والدوخة.

قد تختلف أعراض الذبحة الصدرية بين النساء و الرجال، فيشعر الرجل بما يلي: [1]

  • ألم في الصدر.
  • ألم الرقبة.
  • ألم الكتف.

أما المرأة فتشعر بما يلي: [1]

  • ألم البطن.
  • ألم الرقبة.
  • ألم الفك و الحلق أو الظهر.
  • ضيق في التنفس.
  • تعرق.
  • دوار.
  • تقيؤ.
  • غثيان.

اقرأ أيضًا: أعراض الذبحة الصدرية

عندي مريض يعاني من انسداد شرايين بسيط وصف له الطبيب clopidogrel وحالته الان مستقرة لكن المريض يأخذ من فترة لفترة الأسبرين لعدم معرفته بالأدوية هل هذا الشي صحيح؟

علاج الذبحة الصدرية

يعتمد علاج الذبحة الصدرية على الإرشادات الطبية المحدثة (بالإنجليزية: Medical Guidelines) التي يتابعها أعضاء الفريق الطبي باستمرار، ما يعني أن علاج تلك الحالة لا بد أن يكون داخل المستشفى من قبل الطبيب المختص، ويعتمد على عدة محاور، أهمها ما يلي: [2,3]

  • علاج الذبحة الصدرية بالأدوية.
  • علاج الذبحة الصدرية بالجراحة، مثل القسطرة، أو عملية القلب المفتوح إذا كان هناك تجلط في الدم.

علاج الذبحة الصدرية بالأدوية

هناك عدد من الأدوية المستخدمة في علاج الذبحة الصدرية، مثل مسكنات الألم، والأدوية التي تساعد على توسعة الشرايين وأخرى لعلاج تخثر الدم. وتلك التي تعالج الأمراض المسببة للذبحة الصدرية، من أهم أدوية الذبحة الصدرية ما يلي: [4,5,6]

  • نيتروجليسرين الذي يعد موسعاً قوياً للأوعية الدموية، ويبدأ مفعوله خلال دقائق معدودة، لذلك تؤخذ منه حبة تحت اللسان كعلاج سريع للذبحة الصدرية لتخفيف ألم الصدر، فتعمل على إرخاء الأوعية الدموية في القلب، مما يخفف ضغط العمل عليه، بالتالي يزيد من كمية الأكسجين ومخزون الدم إلى القلب.
  • الأسبرين، الذي يقلل من قابلية تخثر الدم مما يسهل جريانه في الأوعية الدموية الضيقة، بالتالي يقلل من إمكانية حدوث الجلطات والنوبات القلبية. يعد الأسبرين أحد الأدوية المضادة للصفائح الدموية، وهي جسيمات مشابهة للخلايا توجد في الدم لمساعدته على التجلط. هذا العلاج يهدف إلى تقليل تشكل الكتل والخثرات التي تتسبب في حدوث النوبة القلبية من خلال منع التصاق الصفائح بعضها ببعض. ومن الأمثلة الأخرى على تلك الأدوية ما يلي:
  • كلوبيدوجريل.
  • براسوجريل.
  • تيكاجريلور.
  • حاصرات مستقبلات البيتا (بالإنجليزية: Beta Blockers)، مثل البروبرانولول، التي تخفض سرعة ضربات القلب، بالتالي يخفض من ضغط الدم، كما تساعد على إرخاء الأوعية الدموية، وتحسين تدفق الدم إلى القلب.
  • الستاتين، التي تستخدم للتقليل من كوليسترول الدم، وزيادة امتصاصه بالجسم، مما يؤدي إلى منع تراكمه على جدار الأوعية الدموية الذي يؤدي إلى انسدادها.
  • حاصرات مستقبلات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium Channel Blockers)، التي تعمل على إرخاء عضلات الأوعية الدموية، مما يزيد من تدفق الدم إلى القلب، وتستعمل خاصة عند وجود ما يمنع إعطاء حاصرات بيتا.
  • رانولازين، الذي قد يستخدم وحده أو مع حاصرات مستقبلات الكالسيوم، أو حاصرات مستقبلات البيتا، أو النيتروجليسرين، وهو الوحيد من الأدوية المستخدمة لعلاج الذبحة الصدرية الذي يمكن استعماله إذا كان المريض يتناول أدوية ضعف الانتصاب.

علاج الذبحة الصدرية بالجراحة

يلجأ إلى الجراحة عادة في علاج الذبحة الصدرية غير المستقرة، حيث يبدأ الطبيب بعملية القسطرة القلبية، وهي إدخال أنبوب رفيع  في شرايين اليد أو القدم وصولاً إلى شرايين القلب، للكشف عن أماكن الانسداد وجودة ضخ الدم، ثم يحدد الإجراء الذي يجب اتباعه حسب حجم الانسداد ومكانه. ومن تلك التدخلات ما يلي: [2,5]

  • التدخل التاجي عن طريق الجلد، وهو إدخال أنبوب مع بالون في عملية القسطرة ثم نفخه قرب مكان تجمع الدهون أو الانسداد ثم تفريغه وسحب الأنبوب.
  • الدعامة، أو تركيب شبكة للحول دون انسداد الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم إلى القلب، وقد تركب تلك الدعامة بعد التدخل التاجي.
  • عملية تحويل مجرى الدم، أو فتح مجاز مواز للشرايين التاجية (بالإنجليزية: Coronary Artery Bypass Grafting - CABG)، حيث تؤخذ إحدى الشرايين أو الأوردة من أماكن أخرى من الجسم، مثل الساق، وتزرع حول الشريان المنسد. هذا الإجراء يحتاج إلى عملية قلب مفتوح، ويلجأ إليه في حال كان يعاني الشخص من أمراض في الأوعية والشرايين.
  • النبض المعاكس الخارجي المحسن (بالإنجليزية: Enhanced External Counterpulsation)، وهي إجراء يلجأ إليه الأطباء عند فشل العلاجات الأخرى. يعتمد هذا الإجراء على ربط أحزمة قياس ضغط الدم حول السيقان لتوجيه تدفق الدم نحو القلب.

علاج الذبحة الصدرية في المنزل

كما ذكرنا سابقاً، لا بد من علاج الذبحة الصدرية داخل المستشفى وتحت الإشراف الطبي المناسب، لكن هناك عدد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لحين الوصول إلى المستشفى عند الشعور بألم في الصدر شبيه بألم النوبة القلبية، وينصح باستشارة الصيدلي أو الطبيب هاتفياً إن أمكن للمساعدة في ذلك أولاً، ومنها ما يلي: [7]

  • الاسترخاء والاستلقاء.
  • مضغ حبة من الأسبرين ما لم يكن المريض يعاني من الحساسية تجاهه.

اقرأ أيضاً: 5 احتمالات وراء اسباب الم الصدر

كذلك لا يمكن علاج الذبحة الصدرية بالأعشاب وحدها، لفقر الأدلة العلمية حتى الآن، لكن هناك بعض الأعشاب والمكملات الغذائية التي تساعد على تحسين وظائف القلب، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل اسعمالها، مثل: [8]

  1. الزعرور (بالإنجليزية: Hawthorns).
  2. الكارنتين (بالإنجليزية: L- Carnitine)، الذي يقلل من التورم المصاحب لتضيق الشرايين.

ولكن لا يمكننا اعتبار الأعشاب والمكملات المذكورة من طرق علاج الذبحة الصدرية في المنزل، ولكنها قد تساعد في الوقاية منها والتقليل من خطر الإصابة. [8]

كما أن ممارسة تمارين اليوجا قد تكون من طرق علاج الذبحة الصدرية في المنزل، والوقاية من عودتها، نظرًا لكونها تقلل من التوتر. [8]

الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية

عند الإصابة بالنوبة المفاجئة، يجب إجراء الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية، ومن الممكن أن يقدمها أي شخص في المنزل بعد تعلمها. طريقة إجراء الإسعافات الأولية للذبحة الصدرية كالتالي: [9]

  1. الطلب من المريض التوقف عن إجراء أي مجهود، ومساعدتهم على الجلوس، وأفضل وضعية هي الجلوس على الأرض، مع ثني الركب، أو وضع وسادة تحتها، ورفع الرأس للأعلى.
  2. في حال توفر أدوية علاج الذبحة الصدرية، يجب نصح المريض بتناول دواء النيتروجليسيرين على الفور.
  3. بعد تناول العلاج، وفي حال استمرار الألم لمدة أكثر من 5 دقائق، يتم تكرار الجرعة.
  4. في حال استمرار الألم بعد 5 دقائق من الجرعة الثانية، أو اختفاء الألم وعودته، يشتبه بالإصابة بالنوبة القلبية، ويجب طلب مساعدة الرعاية الطبية  والإسعاف على الفور.

اقرا ايضاً :

أسئلة وأجوبة حول قسطرة القلب