تحدث الشرى (بالإنجليزية: Urticaria)، أو ما تعرف أيضاً بالشرية أو أرتيكاريا، نتيجة رد فعل تحسسي في الأوعية الدموية نتيجة للتعرض إلى مسببات الحساسية مثل الجراثيم أو الملوثات المختلفة، بما في ذلك الأطعمة أو الأدوية أو حبوب اللقاح أو لسعات الحشرات أو اللدغات، وتؤدي الإصابة بالشرى إلى ظهور مجموعة من الأعراض مثل طفح جلدي باللون الأحمر في مختلف أنحاء الجلد، مع الشعور بالحكة.

في هذا المقال سنتناول مجموعة من الطرق الطبيعية التي يمكن استخدامها لعلاج الشرى أو التخفيف من أعراضها.

طرق طبيعية لعلاج الشرى

الكمادات الباردة لعلاج الشرى

تساعد الكمادات الباردة في تخفيف الحكة والطفح الجلدي الناتج عن الشرى، ولكن ينصح بتجربة الكمادات الباردة على منطقة صغيرة أولاً للتأكد من أنها لا تسبب تهيج والتهاب الجلد أو تفاقم الأعراض، وبعد ذلك يمكن وضع الكمادات الباردة على مختلف المناطق المصابة بالطفح الجلدي. وبدلاً من الكمادات الباردة، يمكن أخذ حمام بارد، والذي يوفر راحة للجسم، وخاصة خلال الطقس الحار الذي يؤدي إلى تعرق الجسم، مما يؤدي إلى زيادة التهيج والحكة.

الشوفان لعلاج الشرى

يستخدم الشوفان في العديد من أنواع غسول الجسم، إذ أنه يخفف الحكة والالتهاب، ويساعد في ترطيب الجلد، ولذلك يمكن الإستعانة بالشوفان في علاج الشرى بطريقة طبيعية، وذلك من خلال إضافته إلى الماء في حوض الإستحمام والجلوس فيه لمدة 15 إلى 20 دقيقة ثم شطف الجسم بماء بارد، ومع الإنتظام في القيام بهذا يومياً سوف ينخفض الشعور بالحكة وتقل حدة الإلتهاب.

هلام الصبار لعلاج الشرى

يتسم هلام الصبار بخصائصه المضادة للإلتهابات والمرطبة للجلد، حيث أنه يحتوي على فيتامين E الهام لصحة الجلد، وبالتالي يعتبر مهدىء طبيعي للحكة الناتجة عن الطفح الجلدي، كما أنه يساعد في ترطيب الجلد، وينصح باستخدام هلام الصبار الخام الذي يتم أخذه من نبات الصبار مباشرة وعدم استخدام هلام الصبار المزود ببعض الإضافات التي تسبب تهيج الجلد مثل الكحول أو العطور.

ويفضل اختبار هلام الصبار على منطقة صغيرة من الجلد أولاً للتأكد من أنه لا يسبب مزيد من التهيج والإنتظار لمدة 24 ساعة قبل وضعه على بقية المناطق المصابة.

للمزيد اقرأ: نبات الالوفيرا

نبات بندق الساحرة لعلاج الشرى

إن نبات بندق الساحرة (بالإنجليزية: Witch Hazel) المعروف بفعاليته الكبيرة في تخفيف التهيج، ويمكن أن يستخدم في علاج الشرية التي تسبب الحكة. لتحضير الوصفة، يتم إضافة 5 إلى 10 جرام من بندق الساحرة إلى كوب من الماء ومزجهما جيداً ثم وضع الخليط في وعاء وغليه ثم رفعه من النار وتصفيته وتركه حتى يبرد. بعد أن يبرد المزيج، يتم وضعه على المناطق المصابة بالشرى ويترك لمدة 20 دقيقة ثم تم شطفه بالماء.

خيارات طبية لعلاج الشرى ولا تستدعي استشارة الطبيب

إذا لم تكن العلاجات المنزلية الطبيعية كافية لعلاج الأرتيكاريا، فيمكن الإستعانة ببعض العلاجات الطبية التي لا تستلزم استشارة الطبيب، وهي علاجات تساعد في تخفيف الحكة والتهيج وتقليل الطفح الجلدي. إليك أبرز هذه العلاجات.

الكالامين لعلاج الشرى

يساعد الكالامين (بالإنجليزية: Calamine) في تخفيف الحكة عن طريق تبريد الجلد، وذلك لاحتوائه على أكسيد الزنك. يمكن وضع لوشن الكالامين على المناطق المصابة مباشرة دون استشارة الطبيب، وينصح باتباع الإرشادات التالية:

  • التأكد من رج زجاجة المستحضر جيداً قبل استخدامه.
  • وضع قليل من مرطب الكالامين على قطعة قطنية أو قطعة قماش نظيفة.
  • وضع القطعة القطنية أو القماش على الأماكن المصابة مباشرة وتهويتها حتى تجف.
  • يكرر استخدام الكالامين عند زيادة الشعور بالحكة لتخفيفها.

مضادات الهيستامين لعلاج الشرى

يمكن لمضادات الهيستامين الفموية أن تقلل من الطفح الجلدي والأعراض الأخرى مثل الحكة، ولكن يجب التأكد من اتباع تعليمات الجرعة على العبوة. وتشمل مضادات الهيستامين الديفينهيدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine)، والذي عادة ما يبدأ مفعوله في غضون ساعة، ويساعد في تخفيف الأعراض في نفس يوم الإستخدام، ولكنه قد يسبب الشعور بالنعاس. بالإضافة إلى:

حيث تساعد هذه الأنواع من مضادات الهيستامين في تقليل الشعور بالحكة لمدة طويلة تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة، ويتميز بأنه لا يسبب النعاس بنفس نسبة الديفينهيدرامين.

اقرا ايضاً :

الليزر لعلاج الأمراض الجلدية

طرق الوقاية من الشرى

قد تساعد العديد من التغييرات في نمط الحياة في الوقاية من الإصابة بالأرتيكاريا أو تفاقم الأعراض، وهي:

  • اختيار الصابون الخالي من المواد المهيجة

تحتوي كثير من أنواع الصابون على مركبات كيميائية مهيجة وعطور، وبالتالي يمكن أن تكون أحد أسباب تهيج الجلد وتحسسه، مما يؤدي الإصابة بالشرية، وذلك ينصح باختيار أنواع الصابون الخالية من هذه المواد الضارة واختيار الصابون المصنوع من المواد الطبيعية، وفي حالة إصابة البشرة بحساسية، ينصح باختيار صابون مخصص للبشرة الحساسة.

  • تجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية

هناك مجموعة من الأطعمة التي يمكن أن تسبب الطفح الجلدي عند تناولها، وهي حالة تسمى بـ"حساسية الغذاء"، وتتعدد الأطعمة التي تسبب حساسية الغذاء مثل الفول السوداني، والسمك، والبيض، والحليب. يمكن ملاحظة الإصابة بحساسية الغذاء من خلال ظهور بعض الأعراض بعد تناول أطعمة محددة، مثل الشعور بالتعب وظهور الطفح الجلدي والحكة، حيث يبدأ الجسم في التعامل مع هذه الأطعمة كعدو وينتج أجسام مضادة تهاجم الجسم وتسبب هذه الأعراض.

للمزيد اقرأ: حساسية الطعام وكيفية علاجها

  • تجنب أخذ الأدوية دون استشارة الطبيب

يلجأ كثير من الأشخاص إلى تناول الأدوية دون استشارة الطبيب، وهو ما يزيد فرص الإصابة بمشاكل جلدية عديدة مثل الشرى إذ أن كثير من الأدوية يسبب آثار جانبية على الجلد وخاصة إذا كانت تحتوي على مركبات تسبب الحساسية للجسم.

لذلك يجب استشارة الطبيب قبل أخذ أي دواء للتأكد من تناسبه ومع الحالة، كما ينبغي الالتزام بجرعات الأدوية المحددة من قبل الطبيب وعدم تخطيها، وعدم تناول أكثر من دواء معاً لأن هناك أدوية يمكن أن تتعارض مع غيرها وتسبب الأرتيكاريا. وفي حالة ملاحظة أي آثار سلبية للدواء في الجسم مثل الطفح الجلدي أو الشعور بالتعب الشديد وغيرها من الأعراض، فيجب التوقف عن تناول الدواء والذهاب إلى الطبيب ليصف بديلاً مناسباً.

  • تجنب التوتر

يمكن أن ترتبط الأرتيكاريا بالتوتر، حيث أن الإجهاد والضغط النفسي يمكن أن يكون سبباً للإصابة بحساسية الجلد، ولذلك يجب الإبتعاد عن الأمور التي تسبب التوتر، والبحث عن حلول لتخفيف الضغط النفسي. فيما يلي بعض الأمور التي يمكن القيام بها للتخلص من التوتر:

    • ممارسة الرياضة

تساعد ممارسة الرياضة في التخلص من الشعور بالتوتر بصورة كبيرة، ولذلك يجب تخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة، سواء الرياضات الخفيفة مثل رياضة المشي، أو ممارسة تمارين اليوغا التي تزيد من الشعور بالاسترخاء والهدوء النفسي.

    • النوم جيداً

تزداد فرص الإصابة بالتوتر والقلق في حالة عدم الحصول على وقت كاف من النوم، وخاصةً مع الإستيقاظ مبكراً والذهاب إلى العمل، مما يسبب الشعور بالتعب ويؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، ولذلك يجب الحصول على قسط جيد من النوم يومياً بحيث لا يقل عن 7 ساعات للأشخاص البالغين، على أن يكون النوم مبكراً والإستيقاظ مبكراً والحفاظ على هذا النمط بشكل دائم.

ولتفادي الإصابة باضطرابات النوم والشعور بالأرق ليلاً، ينصح بعدم تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين في فترة المساء، وتجنب ممارسة الرياضة قبل النوم لأنها يمكن أن تساعد في تنشيط الجسم، ويمكن اتباع روتين يومي قبل النوم يساعد في تسهيل مهمة الاستغراق من النوم مثل الإستماع إلى الموسيقى وتناول كوب من الحليب الدافىء أو أخذ حمام دافىء، مع الحرص على تخفيض الأضواء ومنع الأصوات التي تسبب الإنزعاج والقلق، ويفضل أن ينام كافة أفراد الأسرة في نفس الوقت.

أنا عمري 26 سنة وقالوا أنني أعاني من التصلب اللويحي، ولكن من اين يأتي التصلب اللويحي؟ هل هو ناتج عن عدوى أو ماذا؟

    • تناول بعض الأطعمة الصحية

هناك بعض الأطعمة التي تساعد في تخفيف التوتر، وأبرزها الأطعمة الغنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية مثل الأسماك الدهنية، والمكسرات، والأفوكادو، وزيت الزيتون، ولذلك ينصح بإدراج هذه الأطعمة ضمن النظام الغذائي المتبع للحصول على فوائدها في تخفيف التوتر والقلق.

    • تناول بعض أنواع المشروبات التي تساعد على الاسترخاء

أيضاً يمكن تناول بعض المشروبات التي تساعد على الشعور بالإسترخاء وتقليل التوتر، مثل مشروبات الأعشاب الدافئة وأبرزها اليانسون والبابونج، كما أن تناول الشاي الأخضر يعتبر وسيلة فعالة لمحاربة التوتر، وذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تقلل مستويات التوتر والقلق في الجسم.

للمزيد اقرأ: أطعمة وممارسات غذائية لتقليل هرمون التوتر في الجسم