التهاب الأذن الخارجية الناخر | Necrotizing External Otitis

التهاب الأذن الخارجية الناخر

ما هو التهاب الأذن الخارجية الناخر

إلتهاب الأذن الخارجية الناخر (بالإنجليزية: Necrotizing External Otitis) هو التهاب يصيب الأذن الخارجية ويمتد ليشمل عظم الجمجمة (الصدغي)، وهو العظم الممتد من جانب وخلف الأذن حتى أعلاها. سمي بالتهاب الأذن الناخر أو الخبيث وذلك لمسار وتطور المرض، حيث يبدأ من الأذن الخارجية ويستمر ناخراً في العظم مسبباً التهاب العظم في تلك المنطقة. هذا التفاقم السريع والعدائي  للمرض  يشبه تكاثر الخلايا الخبيثة، لذلك سمي بالخبيث. ولا علاقة لذلك بالسرطان الخبيث، فقط هو مرتبط بطريقة تفاقم وانتشار الالتهاب.

يعتبر التهاب الأذن الخارجية الناخر أحد مضاعفات التهاب الأذن الخارجية، حيث يمتد ليشمل العظم. ومن المهم التفريق بين التهاب الأذن الخارجية الذي يصيب الأشخاص بشكل متكرر والمعروف باسم (أذن السباحين)، وهو التهاب الأذن الخارجية نتيجة تعرض الأذن لإصابة ثم السباحة فتلتقط الأذن العدوى وتتطور لاحقاً إلى إلتهاب.

أما التهاب الأذن الخارجية الناخر فلا دخل له بالسباحة ولكن يمكن أن ينتج نتيجة تعرض الأذن لإصابة في أكثر من 50% من الحالات.

يحدث التهاب الأذن الخارجية الناخر نتيجة أحد أنواع البكتيريا المسماة بالزائفة الزنجارية (بالإنجليزية: Pseudomonas aeruginosa). حيث تدخل إلى نسيج الأذن بعد تعرضها لإصابة إما نتيجة خدش الأذن أثناء التنظيف الشخصي، أو بسبب حدوث جرح أثناء تنظيف الأذن من قبل الطاقم الطبي.

حيث تبدأ العدوى من الأذن الخارجية ولكنها تمتد لتصل إلى نسيج العظم مسبب التهاب العظم والنقي. ويعتبر التهاب العظم والنقي حالة طبية خطيرة لها مضاعفات تؤدي إلى الوفاة في حال عدم العلاج خلال أقرب وقت. ويسهل تفاقم هذه العدوى في مرضى السكري وجود الضرر في الأوعية الدموية الصغيرة الذي يسببه السكري، وذلك يعطل الاستجابة الدفاعية للمنطقة ويسهل من تفاقم العدوى ووصولها إلى العظم.

العوامل المساعدة لحدوث التهاب الأذن الخارجية الناخر

يصيب التهاب الأذن الخارجية الناخر بشكل خاص الأشخاص الذين تتوفر بهم العوامل التالية:

  • كبار السن فوق ال 60 عام.
  • مرضى السكري كبار السن.
  • مرضى نقص المناعة مثل مرضى الإيدز، ويتميز مرضى الإيدز عند حدوث التهاب الأذن الخارجية الناخر بأن مسار المرض يكون أسوأ من غيره من المرضى.
  • المرضى الذين يتلقون علاج كيماوي حيث يؤدي لخفض مناعة الجسم وجعله عرضة أكثر لتلقي العدوى.

كما يحدث التهاب الأذن الخارجية الناخر بشكل أكبر في الذكور، وفي المناطق التي تمتاز بطقس دافئ ورطب أكثر من غيرها من المناطق.

يعاني المريض من أعراض تفوق ما يظهر على شكل الأذن الخارجية من احمرار أو نتوءات من نسيج محبب الشكل أو تورم. حيث يشكو المريض من كل من:

  • ألم شديد في الأذن من الخارج، قناة الأذن الخارجية وفي المنطقة حول الأذن ويمكن أن يزداد خلال الليل.
  • وجود ألم عند لمس صوان الأذن الخارجي أو ما حوله.
  • صداع من جهة العظم الصدغي
  • افرازات قيحية من الأذن.
  • ارتفاع في درجة الحرارة وألم في عضلات الجسم.
  • يمكن أن يشعر المريض بصعوبة في البلع، وبحة في الصوت، وضعف في عضلات الوجه نتيجة تضرر العصب السابع.

يعاني مرضى التهاب الأذن الخارجية الناخر (الخبيث) في 90% من الحالات من مرض السكري، وفي نسبة أقل لديهم أحد أمراض نقص المناعة لذلك يمكن أن توجد أعراض أخرى خاصة بكل مرض إضافة إلى أعراض التهاب الأذن.

يحتاج تشخيص التهاب الأذن الخارجية الناخر (الخبيث) إلى أخذ الطبيب لسيرة المريض بشكل كامل، مع أهمية وجود أي أمراض مزمنة، أو تناول أي نوع من الأدوية خصوصاً التي تؤثر على المناعة. بعدها يقوم الطبيب في الفحص السريري للأذن باستخدام منظار الأذن وتعتبر رؤية النسيج المحبب داخل قناة الأذن الخارجية من العلامات المهمة في تشخيص المرض. إضافة إلى أهمية إجراء فحص سريري للأعصاب القحفية.

 

ويحتاج التشخيص أيضاً إلى أخذ عينة للزراعة من إفرازات الأذن ومن النسيج المحبب لتشخيص وجود البكتيريا المسببة للالتهاب (الزائفة الزنجارية). ويجب أن يتم أخذ العينة قبل البدء بأي علاج بالمضاد الحيوي. ويمكن طلب فحوصات مخبرية أخرى مثل مستوى كريات الدم البيضاء، ومعدل ترسيب كريات الدم الحمراء (معامل الإلتهاب) ولكن لا تكون مرتفعة بشكل كبير وتختلف من حالة إلى أخرى.

 

يتم إجراء صور الرأس والأذن لتحديد مدى تمدد المرض إلى العظم ووجود التهاب في عظم الجمجمة. حيث تجرى أنواع مختلفة من الصور لتحديد مدى تقدم الحالة ثم تستخدم الصور لمتابعة الشفاء وتحديد مدة العلاج بالمضاد الحيوي. 

 

في المرضى المصابين بالسكري يتم قياس مستوى السكر بالدم إضافة إلى عمل فحص كيمياء الدم (بالإنجليزية: serum chemistry) وذلك لأن العدوى تؤثر على مستوى السكر في الدم. ويجب إجراء مستوى تحليل السكر للمرضى غير المشخصين بالسكر حيث أن التهاب الأذن الخارجية الناخر يصيب بشكل عام مرضى السكري.

للمزيد: كل ما يجب أن تعرفه عن سكر الدم

ويمكن أن يقوم الطبيب بطلب خزعة من قناة الأذن الخارجية لاستثناء وجود ورم خبيث.

يقوم علاج التهاب الأذن الخارجية الناخر على مجموعة من الأسس والتي تبدأ بمحاولة تصحيح وضبط إي مشكلة مناعية موجودة، والحفاظ على مستوى السكر في الدم منتظما قدر الإمكان لتسريع استجابة العدوى والالتهاب للعلاج. وتشمل هذه الأسس كل من:

العلاج الدوائي

  • العلاج الموضعي من خلال إزالة أي أنسجة ميتة، ووضع مضاد حيوي موضعي على كامل المنطقة المصابة. ويتم ذلك من خلال وضع ضمادات مشربة بالمضاد الحيوي المناسب للعدوى، ويمكن تغيره بعد ذلك بناء على نتيجة الزراعة.
  • العلاج بالمضاد الحيوي عن طريق الوريد، وذلك مهم للوصول إلى مكان العدوى داخل العظم ونقي العظم. وتكون الجرعة عالية كما يستمر العلاج بالمضاد الحيوي لفترة طويلة تمتد بين 4-17 أسبوع. يتم تحديد ذلك بناء على أخذ صورة للعظم المصاب ويوقف العلاج بعد أسبوع من ظهور الصورة طبيعية. 
  • يستخدم العلاج بالأكسجين بالضغط العالي على شكل علاج مساعد إلى جانب ما ذكر سابقاً، وذلك لأن الدراسات وجدت تأثيره في زيادة فعالية الخلايا المناعية متعددة الأشكال في محاربة البكتيريا المسببة للمرض.

العلاج الجراحي

  • تعتبر الجراحة ذات دور محدود في علاج التهاب الأذن الخارجية الناخر، وذلك لما لها من أثار عكسية على المريض بعد العلاج. فعند التدخل الجراحي يمكن أن تنتشر العدوى إلى مناطق سليمة ومن أجل استئصال العدوى يتم أخذ جزء كبير من العظم الصدغي وهو أمر ذو تأثير سلبي.
  • لذلك يتم تحديد التدخل الجراحي فقط لإزالة الأنسجة الميتة وتفريغ القيح والصديد المتكون في حال وجوده.

المتابعة بعد العلاج

بعد إيقاف المضاد الحيوي والوصول إلى مرحلة التعافي المثبتة بالصور والفحوصات يحتاج المريض لإعادة إجراء الصور بعد شهر من اتمام العلاج للتأكد من عدم عودة العدوى والوصول إلى مرحلة التعافي المثالية. مع الحرص على ضبط مستوى السكر في الدم لمرضى السكري.

يبدأ التهاب الأذن الخارجية الناخر في معظم المرضى نتيجة إصابة أو خدش تسبب به المرضى لأنفسهم عن طريق الخطأ أثناء حك، أو تنظيف الأذن، وتسبب هذا الخدش بدخول العدوى وتحولها إلى التهاب ناخر. لذلك ينصح كبار العمر، وخاصة الذين يعانون من مرض السكري أو أي أمراض تؤدي إلى نقص المناعة لديهم بما يلي:

  • تجنب تنظيف الأذن بشكل مبالغ فيه لإزالة الشمع.
  • استخدام القطن دون الأعواد لمسح الأذن وتنظيف الصمغ الموجود.
  • علاج أي مشكلة جلدية بالأذن مثل الأكزيما بشكل مناسب، لتجنب حدوث الحكة التي يمكن أن تؤدي إلى الخدش وما يتبعه من مضاعفات.
  • الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود المناسبة، ومراقبة السكر التراكمي بشكل دوري للتأكد من انتظام السكر. حيث أن انتظام مستوى السكر يؤخر الكثير من المضاعفات المرتبطة بمرض السكري وأحد أهم هذه المضاعفات هو سهولة تلقي العدوى.

امتداد التهاب الأذن الخارجية الناخر إلى الدماغ والأنسجة المحيطة يمكن أن ينتج عنه مجموعة من المضاعفات الخطيرة، على الرغم من أنها نادرة الحدوث إلا أنها تعد مضاعفات خطيرة. ومن هذه المضاعفات:

  • امتداد الالتهاب للغدد الليمفاوية في منطقة الرقبة والعضلات الصدغية يمكن أن يؤدي إلى حدوث تشنج عضلات الفك. ويتميز هذا التشنج بأنه مؤلم فلا يستطيع المريض تحريك الفك.
  • شلل الأعصاب القحفية والذي يحدث إما بسبب التأثير المباشر لامتداد الالتهاب أو من خلال وجود المواد المسممة للأعصاب نتيجة الإلتهاب. وإصابة الأعصاب القحفية يدل على مسار مرض سيء، ولكن لا يشمل ذلك شلل العصب السابع.
  • حدوث خثرات داخل الجيوب الدماغية.
  • تكون دمامل داخل القحف وما يتبعها من أعراض نتيجة الضغط على الدماغ وارتفاع الضغط داخل الدماغ.
  • حدوث التهاب السحايا.

ويستبعد حدوث أي من المضاعفات التي تم ذكرها داخل الدماغ في حال عدم وجود شلل في الأعصاب القحفية.

Brian Nussenbaum. Malignant Otitis Externa. Retrieved on the 2nd of May. 2020. From:

https://emedicine.medscape.com/article/845525-overview#showall

OPHIR HANDZEL and DORON HALPERIN. Necrotizing (Malignant) External Otitis. Retrieved on the 2nd of May. 2020. From:

https://www.aafp.org/afp/2003/0715/p309.html

Karaman E. Malignant otitis externa. Retrieved on the 2nd of May. 2020. From:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/23147298

Darla Burke. Malignant Otitis Externa. Retrieved on the 2nd of May. 2020. From:

https://www.healthline.com/health/malignant-otitis-externa

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأنف، أذن وحنجرة

سؤال من أنثى سنة

في أنف، أذن وحنجرة

ما علاج التهاب غضروف الاذن الخارجية؟

إن التهاب الغضروف في الأذن الخارجية أو ما يسمى التهاب سمحاق الغضروف عبارة عن التهاب في الجلد والأنسجة التي تحيط بالغضروف في الأذن الخارجية نتيجة التعرض إلى لدغة من الحشرات أو التعرض لإصابة معينة وغيرها الكثير من الأسباب. ويعتمد العلاج على مدى شدة العدوى والبكتيريا التي تسببها ويشمل العلاج الخيارات التالية:

  • يجب اختيار مضاد حيوي مناسب تحت إشرف الطبيب مثل الأدوية التي تحتوي على الفلوروكينولونات مثل السيبروفلوكساسين وغيرها.
  • الأدوية المسكنة للألم التي تباع بدون وصفة طبية مثل الباراسيتامول أو الايبوبروفين.
  • إزالة أي أجسام غريبة في الأذن مثل الأقراط.
  • الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم تحت إشراف الطبيب المختص.
  • تفريغ الصديد والقيح مع ترك تصريف صغير لمدة 24-72 ساعة.
  • تطبيق كمادات الماء الدافئة.
  • قد يلجأ الطبيب إلى عمل خياطة معينة في منطقة  الغضروف لتجنب حصول أي تشوهات في الأذن.

للمزيد:

المرجع:

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأنف، أذن وحنجرة

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأنف، أذن وحنجرة