تغبر الرئة | Pneumoconiosis

ما هو تغبر الرئة

تغبر الرئة (بالإنجليزية: Pneumoconiosis) هو مرض رئوي مهني، يحدث نتيجة فرط استنشاق جزيئات الغبار والمعادن الدقيقة، ويصيب غالباً عمال المناجم، والبنائين، وغيرهم من العمال، نتيجة استنشاق الغبار، والمعادن لمدة طويلة أثناء العمل، ومع مرور الوقت، تتجمع الجزيئات الدقيقة في الرئتين، ويحدث صعوبة في التنفس، وصعوبة في الحصول على القدر الكافي من الأكسجين.

لا يظهر مرض تغبر الرئة بين عشية وضحاها، بل يحدث ذلك بعد قضاء سنوات في مكان تتنفس فيه غباراً معدنياً أو كيميائياً ناعماً ، ويحدث إما نتيجة السحار السيليكي (بالإنجليزية: Silicosis)، أو داء الأسبست (بالإنجليزية:Asbestosis)، أو السحار الفحمي (بالإنجليزية:Anthracosis)، وغيرها من أنواع المعادن، والشوائب، والجزيئات الدقيقة.

وعندما تتراكم تلك الجزيئات الدقيقة في الرئتين، يبدأ جهاز المناعة في التعرف عليها كجسم غريب، ويقوم بمهاجمتها، وغالباً ما تلتهب أنسجة الرئة أثناء هذه العملية، نتيجة لذلك تتكون ندبات في الحويصلات الهوائية، وهذه الندبات تجعل الرئة لا تتمدد بشكل طبيعي، فيحدث صعوبة في التنفس، ويظهر مرض تغبر الرئة.

اقرأ أيضاً: ضيق التنفس

اسباب تغبر الرئة

يحدث مرض تغبر الرئة نتيجة استنشاق جزيئات الغبار الدقيقة، أو جزيئات المعادن الدقيقة، تشمل أنواع الغبار التي قد تسبب تغبر الرئة ما يلي:

غبار الفحم من الحفر في الصخور عند التعدين.
ألياف الأسبستوس، غالباً من العزل أو الأسقف.
غبار القطن، عادة من صناعة المنسوجات.
السيليكا، غالباً من الرمال والصخور في المسبك (مكان لسبك وصهر المعادن).
البريليوم، وهو معدن خفيف الوزن يستخدم في صناعات الإلكترونيات والفضاء.
أكسيد الألومنيوم، والكوبالت، والتلك.

اعراض تغبر الرئة

يعاني الكثير من المصابين بداء تغبر الرئة من مشاكل مثل سعال مصاحب للبلغم بشكل مستمر، ويحتوي على كمية كبيرة من المخاط، وضيق شديد في التنفس. قد تظهر أيضاً أعراض أخرى اعتماداً على نوع التهاب الرئة الذي يعاني منه المريض.

فعلى سبيل المثال، إذا استنشقت الكثير من غبار الأسبستوس، فقد يتراكم السائل في التجويف الجنبي للرئتين، وهي منطقة ضيقة بين الرئتين وجدار الصدر.

اقرأ أيضاً: أسباب السعال المزمن وعلاجه

كيف يتم تشخيص تغبر الرئة؟

لكي يتمكن الطبيب من تشخيص مرض تغبر الرئة، قد يطلب الطبيب:

بعض الفحوصات مثل فحص الأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية على الصدر، لمعرفة ما إذا كنت تعاني من تغبر الرئة، فإذا كنت بالفعل مصاباً بمرض تغبر الرئة، فستظهر الأشعة وجود ندبات في الرئتين، أو كتلاً كثيفة من الأنسجة تسمى العقيدات.
اختبارات أخرى لتأكيد تشخيص الإصابة بتغبر الرئة، مثل اختبار وظائف الرئة لمعرفة مدى جودة دخول الهواء إلى الرئة وخروجه، كما يظهر أيضاً اختبار تشبع الأكسجين مقدار الأكسجين الذي تتنفسه و يصل إلى مجرى الدم.

ومن الممكن أيضاً أن يفحص الطبيب مجرى الهواء بكاميرا صغيرة، أو يأخذ عينة صغيرة من أنسجة الرئة وهو ما يسمى خذعة (بالإنجليزية: Biopsy) لتأكيد تشخيص الإصابة بتغبر الرئة.

اقرأ أيضاً: أطعمة لتعزيز صحة الرئتين

علاج تغبر الرئة

لا يوجد علاج يقوم بإزالة تراكمات الغبار، والمعادن والندبات من الرئتين، بل علاج تغبر الرئة يعتمد على الحفاظ على عمل الرئة قدر المستطاع، وتسهيل عملية التنفس. كما يجب التوقف عن العمل الذي أدى لظهور مرض تغبر الرئة للحفاظ على ما تبقى من عمل الرئة. وإذا كنت مدخناً، عليك فوراً الإقلاع عن التدخين.

قد يصف الطبيب بخاخات، أو استنشاق يحتوي على موسعات للشعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchodilators)، والكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية:Corticosteroid) وذلك لتوسيع مجرى الهواء، وتقليل الالتهابات، ولتحسين عملية التنفس.

وإذا بين اختبار مستوى الأكسجين بالدم أن نسبة الاكسجين بالدم منخفضة، قد يصف الطبيب علاجاً إضافياً مثل استنشاق أكسجين إضافي عن طريق قناع الوجه، وبعض المرضى يحتاجون هذا العلاج طوال اليوم، والبعض الآخر يحتاجه ليلاً فقط، ومن المهم جداً معالجة انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، لأنه يمكن أن يسبب مشاكل لأعضاء أخرى في الجسم، مثل القلب والدماغ.

كيف يمكن الوقاية من تغبر الرئة؟

إن التعرض لمستويات عالية من الغبار أو العمل في ظروف غير آمنة لفترة طويلة يزيد من خطر الإصابة بمرض تغبر الرئة، ويمكن للتدخين أيضًا أن يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.

ولذلك فإن أفضل طريقة للحماية من مرض تغبر الرئة، هي ارتداء قناع واقي من الغبار، وجزيئات المعادن الدقيقة أثناء العمل، والامتناع عن التدخين، وغسل الوجه واليدين باستمرار قبل الأكل أو الشرب للتخلص من أي أتربة وجزيئات معدنية عالقة بالجسم، والمتابعة الدورية لدى الطبيب المختص، وعمل فحص الأشعة السينية باستمرار لمراقبة حالة الرئة.

اقرأ أيضاً: الإقلاع عن التدخين

ما هو سير مرض تغبر الرئة؟

يعد مرض تغبر الرئة مرضاً مزمناً، أي أنه لا يوجد علاج يشفي منه تماماً، ولكن العلاجات الموصوفة تقوم بتحسين وظيفة التنفس وتهدئة الالتهابات، وأخذ الاحتياطات اللازمة لعدم تطوره، والحفاظ على كفاءة التنفس، ونسبة الأكسجين في الدم.

عليك أيضاً المتابعة المستمرة مع طبيب الأمراض الصدرية، لمتابعة حالة الرئتين، وتطور الحالة، لأنه من الممكن حدوث بعض التطورات والمضاعفات، مثل سرطان الرئة، أو تليف الرئة التي من الممكن أن تهدد حياة المريض.

من المهم الاعتناء بالقلب والرئتين من خلال الحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين، والحصول على قسط وافر من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام، ويمكن أن يقدم برنامج إعادة التأهيل الرئوي نصائح، ودروس، تمارين لتحسين وظائف الرئة. كما يمكن أن يساعد الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي، واستخدام جهاز الاستنشاق والعلاج بالأكسجين في الحفاظ على صحة الرئتين وعملهما بشكل جيد قدر الإمكان.

اقرأ أيضاً: لقاح الإنفلونزا الموسمية